الأخص في المحال التي لا يوجد فيها مدارس بدناً وروحاً وأخلاقاً وترقية مداركهم وهذه النوادي تربي بلا استثناء ألفتيان من سن الثانية عشرة إلى سن الحادية والعشرين بلا مقابل وهي نوع من المدارس للذين حرموا منها تعلمهم ما هي حياتهم وكيف يمكنهم اكتسابها ويحمل كل فتى على الدخول إلى هذه المدرسة والتحصيل فيها ولا يستثنى فرد واحد من ذلك والغاية من تأسيس أندية ألفتيان عالية وهي تنمية القوة البدنية في الأولاد والفتيان بصورة متناسبة مع سنهم وتلقينهم ما يلزم لدوام صحتهم والمحافظة عليها وتمرينهم على احتمال المشاق وتعليمهم إدارة أنفسهم وحركاتهم وأن يكونوا أصحاب فكرة انتظام وأن لا يبقوا في هذا السبيل في طور النظر بل يدخلون في طور العمل وأن يربى فيهم الميل والمحبة للاستقامة والشرف حتى في أصغر الأعمال التي لا شأن لها وأن يقدروا الاجتهاد متحدين لأجل المنافع العامة والمحافظة على الوطن وأن يبدوا المعونة لوطنهم وبلادهم أوان التهلكة وأن يدربوا على جرأة تزيل منهم التردد والخوف في هذا الصدد وأن يتعودوا الاجتهاد بعزم لا يتزعزع وأن يميزوا الحسن من القبيح والتميز بالنظام والانتظام إلى غير ذلك من المقاصد الشريفة.
الجراد
انتشر الجراد في ربيع السنة الماضية في سوريا جاءها من جزيرة العرب فأضر أضراراً كثيرة بالأشجار والزروع الصيفية حتى أن بعض الأشجار لم تبرح إلى هذه السنة متأثرة من سطواته فلم تأت بثمرها.
الأمراض
سرى الهواء الأصفر أو الكوليرا إلى مدينتي حلب ودمشق وما إليهما في ربيع هذه السنة جاءها من العراق وهذه أتاها من الهند وإذا كان من المقرر أن عدواه تنتقل في الماء تيسر توقيف سريانه حتى لم يكد يصاب به أحد في دمشق لجودة الماء واتخاذ أسباب الصحة. وقد تفشت في المدن ضروب من الحميات أهمها الحمى النمشية وإذ لم يهتد العلم بعد إلى أسباب سريانها فتكت بعض الشيء في سورية ولا سيما في البلاد التي تزدحم فيها أقدام الناس ثم انتقل إلى القرى والبلدان الصغيرة.