التآليف في الأمم كالأشخاص منها العاطل والجيد والأجود والعاطل يقضى عليه لا يبقى لأنه ساقط بطبعه والجيد قد يدوم لفائدة قليلة فيه أما الأجود فباق بقاء الأيام وكلما ذكر اسم صاحبه حلا في الأفواه وتطلعت نحوه العيون كان الموجودون من المؤلفين في القرون الأولى للإسلام أكثر من المجودين في القرون الأخيرة لأن كانت أرقى عند العرب ومائدة العلم لا يجرأ على الأخذ منها طفيلي لأن الأمة تميز والنقد أشد والحرية أوسع.
فإنا إذا قلبنا صفحات التاريخ نجد في كل عصر العشرين والثلاثين من الرجال المبرزين وهؤلاء يجب أن يشاد بذكرهم كل حين لأن تآليفهم وحدها إذا بقيت للأمة تتناقلها الجيل بعد الجيل تكفيها في قيام أمرها إلا قليلا مما يحدث مع كرور الأيام فالعرب مثلا إذا اقتصروا على تأليف المجودين من المصنفين في علوم اللسان والدين فلا يستغنون عن أخذ سائر العلوم عن أحدث الأمم حضارة.
وها نحن أولاء نلم في هذه العجالة بأسماء بعض من اشتهروا من المجودين من علماء العرب على اختلاف العصور منذ بدأ التدوين عندهم فمنهم أبو بكر بن مجاهد العارف بالقراآت وعلوم القرآن وهو آخر من انتهت إليه الرئاسة بمدينة السلام توفي سنة 324 ومنهم الخليل بن أحمد 170 وهو أول من استخرج العروض وغاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس ومنهم صاحبه سيبويه قال ابن النديم وعمل كتابه الذي لم يسبقه إلى مثله أحد قبله ولم يلحق به بعده قرأت بخط أبي العباس ثعلب اجتمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان وأربعون إنسانا منهم سيبويه والأصول والمسائل للخليل ومنهم أبو عبيدة 210 والأصمعي 210 وأبو حاتم السجستاني255 والمبرد 279 والزجاج 310 ومنهم ابن دريد 321 وأبو سعيد السيرافي 368 وأبو الحسن الرماني وأبو علي الفارسي 370 وال كسائي 197 والفراء 207 والمفضل الضبي وابن الأعرابي 331 وأبو عبيد القاسم بن سلام وابن السكيت 246 وابن قتيبة قال صاحب الفهرست أنه كثير التصنيف والتأليف وكتبه في الجيل مرغوب فيها وقال ابن خلكان أن كتبه كلها جيدة واو حنيفة الدينوري وابن خالويه 370 وابن جني 392 وابن إسحاق صاحب السيرة قال ابن النديم وكان يحمل عن اليهود والنصارى ويسميهم في كتبه أهل العلم الأول 150 وهشام الكلبي قال إسحاق الموصلي كنت إذا رأيت ثلاثة يرون ثلاثة يذبون علويه إذا رأى مخارقا وأبا نواس إذا