وأخرجت حكمة الأجيال خالدة ... وبينت للعباد السيف والقلما
وشرفت بملوك طالما اتخذوا ... مطيهم من ملوك الأرض والخدما
هذا فضاء تلم الريح خاشعة ... به ويمشي عليه الدهر محتشما
إلى أن قال:
يا صاحبي أدرميد حسبها شرفاً ... أن الرياح إليها ألقت اللجما
وأنها جاوزت في القدس منطقة ... جرى البساط فلم يجتز لها حرما
مشت على أفق مر البراق به ... فقبلت أثراً للخف مرتسماً
ومسحت بالمصلى فاكتسبت شرفاً=وبالمغار المعلى فاكتسبت عظماً
وكلما شاقها حاد على أفق ... كانت مزامير داود هي النغما
جشمتماها من الأهوال أربعة ... الرعد والبرق والإعضار والظلما
حتى حوتها سماء النيل فانحدرت ... كالنسر أعيا فوافي الوكر فاعتصما
قال السيد محمد حبيب العبيدي الموصلي في فتى العرب:
أمعاتب الأيام في تبعاتها ... منيت نفسك طامعاً بمحال
أوترت للأغراض غير قسيها ... وأرشت عند أترمي غير نبال
أنت الزمان وأنت رب بلائه ... ماذا تريد من الزمان البالي
حملته تبعات نفسك جاهلاً ... فحملت أثقالاً على أثقال
إن الزمان حديثه وقديمه ... ن بيض أيام وسود ليال
الدهر حرث بنيه في أعمالهم ... يأتي بما زرعت يد العمال
فلمن أطال النوم لوعة جائع ... ولمن يغوص البحر عقد لآل
عطل الضعيف فآذنت بشقائه ... ذكرى السعادة للقوي الحالي
لا حق في هذي الحياة لعاجز ... مستضعف ولخسائر مكسال
تجلي الحقيقة بالدليل فتنثني ... حقاً فتعوزه قوي قوى الأبطال
الحق من دون العناية باطل ... ولباطل معها فسيح مجال
خير الحياة وشرها في موقف ... الحكم فيه لصارم وعوال
حتى ضعاف الطير صيد سباعها ... والظبي قنص لحبائل المغتال