تجمع من الأموال للإنفاق على أبناء المحاويج المعوزين تخرج بهم للنزهة في الضواحي أياماً معلومة في الصيف لتبعث النشاط في صحتهم مما ينالها من الهواء الفاسد في المدن الكبرى. قال الكاتب أن إحدى الجمعيات في لندن بعثت إلى الضاحية سنة 1901 بـ 34259 طفلاً ليتنزهوا على نفقتها. وقد أحدثت الدنمرك منذ تسع وعشرين سنة مستعمرات لها في الخلاء خاصة بترويض الفقراء وهناك يفتح أصحاب الأملاك بيوتهم لقبول من ينزل عليهم من أبناء تلك الطبقة والسكك الحديدية تقلهم مجاناً. وقد قدم لهم إمبراطور النمسا أحد قصوره في الأرباض ينزلونها على الرحب والسعة. وبعثت جمعية واحدة من مثل هذه في برلين سنة 1900 بـ طفلاً إلى الفلاة وزعتهم على 183 مصيفاً وأنفقت عليهم 1. 216. 435 فرنكاً. وحذت هذا الحذو في تنزيه أبناء الفقراء كل من البلجيك وإيطاليا وروسيا والسويد ونروج وهولندا وإسبانيا وسرت هذه العادة الحسنة من ملبورن إلى كاما كورا فالولايات المتحدة. ولفرنسا المقام السادس بجمعياتها بين الحكومات التي ينفق أبناؤها على نزهة فقرائهم أما في هذه البلاد فلا قدرة للفقراء على الارتحال للنزهة والأغنياء عندنا إذا رحلوا فتكون في الغالب رحلتهم لارتكاب الموبقات التي لا تتيسر لهم على ما تشتهي أهواؤهم في مساقط رؤوسهم.