وجوّد صاحبنا عَلَى جغرافية زحلة هوائها ومائها وعمرانها ونباتاتها وحيواناتها وتربتها وصخورها وحوادثها القديمة والحديثة ومشاهيرها وأسرها ونهضتها بعبارات سهلة خالية من الشوائب وتنسيق لطيف وعلق عَلَى كلامه حواشي مفيدة عَلَى البلدان والقرى التي يذكرها فنرجو له التوفيق إلى إبراز غيره من الرسائل والكتب النافعة في التاريخ والسير.
ديوان الهلالي
طبع بمطبعة حماة سنة 1329 ص268.
ناظم هذا الديوان الشيخ محمد الهلالي الحموي المتوفى سنة 1311 من مشهوري الشعراء المتأخرين ديوانه أماديح لأناس من معاصريه وإن كان بعضهم يستحق المديح غير أن أكثرهم لا يستحقون أن يذكروا بكلمة خير لأنهم ما جلبوا لا عَلَى الشر ولكن أناساً من متأخري الشعراء جعلوا الاكتساب بالشعر حرفة الشعراء جعلوا الاكتساب بالشعر حرفة لهم فيطنبون في كل من يفضل عليهم ويتمحلون له المناقب التي لو تيسر جمع بعضها في فرد لعد مصلح عصره وعالم دهره وسيد مصره. وهاك نموذجاً المحمود في عالم الأمراء في زمانه الأمير عبد القادر الحسيني الجزائري:
شام برق الشام وقت السحر ... فاستفزته دواعي السهر
وصبا لما استمالته الصبا ... من شذا الربوة ذات الشجر
ربوة ذات قرار وصفا ... ومعين ونسيم عطر
جنة الله في الأرض قد ... فاخرت زهر السما بالزهر
بقصور لم تزل تجلى بها ... قاصرات الطرف فوق السرر
وخدور لبدور طلع ... قد سبلن الحور حسن الحور
خرد من كل خود وجهها ... عبرة بالحسن للمعتبر
وفتاة كمهاة في الخبا ... تأسر الأسد بطرف الجؤزر
بانة قامتها غصن نقا ... في كثيب بارز مستتر
بأبي ناهدة بن ثما ... ن وست ضرة للقمر
أخت شمس في سماء مطلع ... فرقد الفرق بليل الشعر
بجبين إن تندى عرقاً ... رصع الشمس بشهب الدرر