أتت بفائدة وتروي البئر الواحدة أربعة آلاف نخلة وغلات الزيتون حسنة للغاية ولكن الزيت الذي يصنع منه في البلاد غير حسن الطريقة وإذا استخرج عَلَى الطريقة المدنية يكون منه مورد ربح عظيم ويزرع في طرابلس شجر يدعى السمارتي المعروف بخاصياته في التداوي وفي طرابلس مناجم كثيرة والطبقات الجيولوجية في البلاد منوعة مثل الفوسفات والنطرون والكبريت. ويمكن أنيربى النعام في ذاك القطر لأنه لا يحتاج إلا الأماكن الفسيحة ويتغذى في الأحايين بالعلف والحبوب فينافس ريشه وتجارته أسواق رأس الرجاء الصالح في جنوبي أفريقية خصوصاً بعد إنشاء طرق للمواصلات وعدم الاعتماد في النقل عَلَى الجمالة والجمال.
خزن الماء
وفق أحد كبار المهندسين في أميركا إلى اختراع طريقة تخزين الماء في الشتاء لتستخدم في الزراعة زمان الصيف وهو أن تجعل الأرض أثلاماً كبرى وتحفر في بعضها خنادق تساق إليها أمطار الشتاء وقد نفعت الطريقة العلمية التي اعتمد عليها وإذ أظهر نجاحها أكثر لا تلبث أن تعم عالم الزراعة فتخصب بها كل أرض غير قابلة اليوم للزراعة بحسب الظاهر ولاسيما في شمالي أفريقية وغربي آسيا.
الحرب عَلَى الغبار
أثارت بعض الولايات المتحدة الأميركية حرباً عواناً عَلَى الغبار إذ أثبت في الصحة ما يعلق منه الحلويات والفواكه المعروضة للبيع في حوانيت الباعة ينقل جراثيم مضرة أقلها ارتباك في معد الآكلين وقد وضعوا لذلك قيوداً يغرم بغرامات فاحشة كل من يخالفها ورسموا بأن يغطى كل شيء إن لم في ألواح زجاج فلا أقل بأقمشة تغطيها كلها بل أن ولاية تكساس حظرت بيع البياعات في الأزقة للفواكه والبقول لأنه لا يعقل أن يسرن بما يحملن ساعات في الشوارع ولا يصيبها الغبار دع عنك جس المبتاعين لها وكثيراً ما تكون أيديهم قذرة. وقد ارتأى أحدهم أن أحسن واسطة لاتقاء الأخطار المنبعثة من الغبار إذا عجزت الحكومات عن دفعه أن يكون للناس من أنفسهم لأنفسهم مراقب فلا يبتاعون من بائع يعرض ما يبيع من المأكولات عَلَى هذه الصورة وبذلك يفهم الباعة ما ينبغي لهم اتقاؤه حتى تروج بضائعهم فيتعلمون بالقدوة وهو رأي حسن نافع خصوصاً في مثل بلاد الشرق