1903 صار الآن يستهلك 124 ليتراً بزيادة 37 بالمئة وقد دلت أحوالها الحاضرة عَلَى أن المستهلك فيها يزيد كل سنة 40 ليتراً لكل فرد من أهلها وهو ما ينسبونه إلى شدة التساهل من الحكومة بل إلى ترغيبها وتسويقها لأنها تجد من الخمور مورداً عظيماً لها يعينها عَلَى الإنفاق الحربي كما أن نفس الشعب الألماني شديد الميل إلى الشرب ولذلك روي عن بسمارك أنه قال مرة أن الذي لا يشرب الجعة لا يعد إنساناً وقد اجتمع مرةً بكريستي وزير إيطاليا قديماً وكان لا يشرب فقال له: عجب كيف أنت سياسي ولا تشرب.
ومما يقوله ذاك الكاتب أن بلجيكا تعتبر أشد الممالك استهلاكاً للخمور ولاسيما الجعة التي تفوقها المملكة ولذلك ارتاعت حكومتها للأمر وأخذت تساعد جمعيات المنع بكل جهدها حتى أنها تمد جرائدها بالإسعاف وتعفيها من رسوم البريد قصد أن تزداد انتشاراً بين الرعية ويزداد خوفهم من عواقب ما يفعلون.
أما سويسرا فالأمر فيها أشد لأن أهلها يميلون إلى الكحول أكثر منهم إلى الخمور ولذلك حدثوا عنها أنه يموت بها10 بالمئة من شبابها الذين فوق العشرين وإن 40 بالمئة من جرائمها تنسب إلى السكر. ولكن الدانمرك أشد منها ويلاً فإنه يموت من شبانها 22 بالمئة وقد جن فيها سنة 1899 - 1694 نفساً كان منهم 352 بسبب الخمور كما ظهر أن 43 بالمئة من جرائمها منسوب إلى السكر وعواقبه.
أما إيطاليا فلم يذكر عنها تقويماً ولكنه أشار إلى أن السكر يتزايد فيها بازدياد غنى أهلها عَلَى حين مشهور أن الفقير هو الذي يشرب لأن أوقاته أطول وهمومه أكثر.
أما فرنسا فقد ذكرت عنها أنها كانت من 50 سنة معدودة أقل الممالك استهلاكاً للخمر فصارت الآن في مقدمتها وذلك بسبب الإبسنت وحده فإنه عَلَى انتشار عظيم كما أنه مشروب شديد الفتك والأذى فقد كان الفرنسوي الفرد لا يشرب في السنة كلها منذ 50 سنة إلا ثلاثة بينتات ونصف (البينت 150 درهماً) فضار الآن يشرب 70 بينتاً قوة كحولها مئة درجة وهو مقدار يعادل 156 بينتاً من الكونياك.
ولقد كان في فرنسا منذ 30 سنة خمارة واحدة لكل 109 من سكانها فصار الآن يوجد فيها خمارة لكل 40 نفساً. وقد بلغ عدد حانات باريس وحدها حسب التقويم الأخير 30 ألفاً مع لندن التي تبلغ ضعفيها لا يزيد عدد الخمارات عن ستة آلاف. ومما ذكره عن تأثير السكر