مجله المقتبس (صفحة 4905)

الصحافة الإسلامية ووفرة طرق المواصلات وتأييد الروابط الإسلامية كل ذلك سيزيد في احتكاك الشعوب الإسلامية بعضهم ببعض ولذلك يرجى أن يعظم مركز المسلمين الاقتصادي في ظل الحكومات الأوربية بفضل السهولة التي تنشأ بينهم من وحدة الأوضاع الاجتماعية في الجملة ومن استعمال لغة أدبية دينية واحدة ولذلك كان عَلَى أمم أوربا أن تعمد إلى سياسة التعليم والتربية مع الشرق وستكون صلات مائتي مليون في البلاد الإسلامية بحسب تأثير التربية العقلية التي يربونها.

هذا ما قاله صديقنا عربناه عَلَى ما بعض جمجمة فيه وخلاصته أن الحكومات الإسلامية تنقرض والعياذ بالله ولن يبقى للمسلمين إلا العمل بالمسائل الاقتصادية أي يبقون كالإسرائيليين بدون حكومة تحكمهم. كلام مر ولكن عَلَى رجال الإسلام أن يتدبروه ملياً وفي هذا البحث أسرار مهمة فيما تدخره السياسة الغربية لاكتساح الشرق ونزع دينه وسياسته وعاداته كما بدرت بوادر ذلك الآن باستيلاء فرنسا عَلَى بلاد المغرب الأقصى وإيطاليا عَلَى طرابلس وبرقة وروسيا عَلَى وإنكلترا عَلَى نزع استقلال إيران بحيث صح أن نقول أن بلاد الإسلام في صدد حرب صليبية ولكنها غير دينية كحروب القرون الوسطى بل مدنية للفتح وسلمية ببث الأفكار والتعاليم الغربية.

الريحاني

تأليف أمير أفندي ريحاني الجزء الثاني طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة 1910 ص232

اعتاد صاحب الريحانيات وهو من نوابغ المفكرين في سورية اخذ بحظ وافر من المدنية الغربية وحظ وافر من المدنية الشرقية أن يتحف عالم الأدب الحين بعد الآخر بنفثاته النافعة وأكثر ما في هذا الجزء هو مما كتبه في سورية وأكثر ما في الجزء الأول مما كتبه في الولايات المتحدة الأميركية والجزء الذي امامنا الآن هو مجموعة مقالات وخطب وشعر منثور والشعر المنثور هو كما قال عنه: يدعى هذا النوع من الشعر الجديد بالإفرنسية وبالإنكليزية أي الشعر الحر أو بالحري المطلق وهو آخر ما اتصل إليه الارتقاء الشعري عند الإفرنج وبالأخص عند الأميركيين والإنكليز فملتن وشكسبير أطلقا الشعر الإنكليزي من قيود القافية وولت وتمن الأميركي أطلقه من قيود العروض كالأوزان الاصطلاحية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015