تعريباًَ له مسخاً أو كما يسميه الإفرنج.
وقد رأيانا المعرب يتوكأ عَلَى العويص في الأحايين فيستعمل الفصح الجديرة بالاستعمال لتتلقفها ألسنة الطلاب وأقلامهم فيدمجوها في تضاعيف منشآتهم ولذلك جعل في آخر الكتاب جدولاً للألفاظ اللغوية وتفسيرها بما يرادفها. ومع حرصنا عَلَى نشر الفصح كنا نفضل لو عري هذا المعرَّب من كل ما يشوش ذهن القارئ ويحصره في الاستفادة من الفكر الجديد.
فبدلاً من أن يعمد الفتى أو الفتاة إلى المعجم ليرى فيه تفسير ما ورد (ص157) من معنى جلجلان القلب يكتفي المعرب بأن يقول حبة القلب أو سويداؤه وما نخال أحداً من البلغاء القدماء استعمل هذه اللفظة المتنافرة الحروف مثل مشمخر ومستشزرات وسجنجل التي نص عليها علماء البيان وحرضوا عَلَى إطراحها في الاستعمال لمنافاتها الفصاحة ولأن في اللغة ما يقوم مقامها.
وقد وقعت للمعرب ألفاظ كررها في الاستعمال مثل تلابيب جمع تلبيب وهو جمع الثياب فاستعملها في استعارة غير لطيفة كقوله (ص30) (التي كتب لمن أخذ بتلابيبها السعادة) وقوله (ص204) قائم بين أسرته بتلابيب التهذيب والعلم) وص237 (أخذت بتلابيب الترقي).
وسقط المعرب عَلَى بعض الاستعمالات البعيدة أو المنافية لروح الفصاحة واللغة مثل قوله (ص32): (لا تجدي لأعصابك) والأحسن تجدي أعصابك. وفي (ص33) (فلا يدع في أعماله للصدفة محالاً) والأولى أن يقال للاتفاق لأن الصدفة لم يرد بهذا المعنى ولذلك خطأوا من قال: في صدف الدهر صدف الدر وفي ص34 لكان بوسعها والأولى أن يقال لكان في وسعها وقد ورد هذا الاستعمال في عدة محال من الكتاب وفي الصفحة نفسها (يفضي إلى فتن مستطيرة ومحن معقودة) وما نظن الصفة الثانية مما سبق استعماله وفي ص37 (تمسك منه مواس الخير) (عمل يخلص عنك لمنفعة الناس) (يدأبون فيها ويلوون عليها) (فيسعى في مصلحة ذرارية) ولفظ مصلحة وقعت للكاتب غير ما مرة وهي من استعمالات جرائد مصر.
وفي ص38 (أصبحوا بمكان الظنة والتهمة) ولعله يريد الظنة (لا يحرجون أن يحرجوا في أمرهم ويبرم بهم) (فعَلَى المرءِ متى جبه الواجب مصلحته أن ينأى عنها) 48 (حبابه أن