مجله المقتبس (صفحة 4844)

بلاد كهلان وعامة بلاد حمير وولد حمير وكهلان هم سادة اليمن في ذلك الوقت خربها حتى لم يبقى من جميع الأرضين والكروم إلا ما كان في رؤوس الجبال والأمكنة البعيدة مثل ذمار وحضرموت وعدن ودهيت الضياع والحدائق والجنان والقصور والدور وجاء السيل بالرمل وطمها عَلَى ذلك إلى القرن السابع.

ومعنى العرم (بفتح أوله وكسر ثانيه) لسكر والمسناة التي تسد فيها المياه وتقطع وهي تلك المسناة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزاً ين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل. وقيل العرم الماء الأحمر واسم واد بعينه أو اسم للجرذ لذي نقب السكر عليهم هو الذي يقال له الخلد وقيل العرم المطر الشديد قال المثلم بن قرط البلوي

ألم تر أن الحي كانوا بغبطة ... بمأرب إذ كانوا يحلونها معا

وقال الأعشى

ففي ذاك للمؤتسي أسوة ... ومأرب عفا عليها العرم

رخام بنته لهم حمير ... إذا ما نأى ماؤهم لم يرم

فأرى الحروث بأغنامها ... عَلَى ساعة ماؤهم إن قسم

وطار الفيول وفيالهم ... بيهماء فيها سراب لم يلم

فكانوا بذلكم حقبة ... فمال بهم جارف منهدم

وقال جهم بن خلف:

ولم تدفع الإحسان عن رب مأرب ... منيته وما حواليه من قصر

ترق إليهم تارة بعد هجعة ... بأمراس كتان أمرات عَلَى شزر

وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:

يا دبار الحبائب ... بين صنعا ومأرب=جاءك السعد غدوة=والثريا بصائب

من حريم كأنما ... يرتمي بالقواضب=في اصطفاق ورنة=واعتدال المواكب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015