والجليد فكان يتبرد بها في شهر آب الماضي في مدينة واشنطون بينما كان الناس يضيقون من الحرارة ذرعاً وذلك بأن صنع آلة عجيبة سهلة يتأتى لكل امرئ أن يعملها بدون كلفة وذلك لأن المخترع أذاع سرها ولم يأخذ بها امتياز كسائر المخترعات وهو أنه وضع على إطار نافذة الغرفة مروحة على شكل المراوح المتعارفة تتحرك على الدوام بمجرى كهربائي ويتأتى أخذ المجرى من آلة المصباح الكهربائي فيحدث من ذلك ريح بليل تحكم جريانه إلى أنبوب واسع دخل منه إلى صندوق متسع بعض السعة تجعل فيه كتلة من الجليد ويخرق الصندوق خرقين يجري فيهما المجرى الجليدي الذي ينشر في الغرفة التي تكون مقفلة ويكون من الهواء البليل الناشئ من المروحة والمار على الجليد رطوبة غريبة تنشط النفس وتقوي الحس. وتقام هذه الآلة بنفقة قليلة ولا تطلب من أنواع الاحتياط إلا أن يغير جليدها كل يوم. وسيتوفر الأستاذ المخترع على بسط اختراعه أكثر من ذلك وإدخال تعديلات عليه ليتمكن معها كل إنسان من استعماله ويكون للفنادق ومحال القهوة حظ كبير من هذه الآلة الجديدة يبردون بهاز بنهم وضيوفهم.
دروس السيسمولوجيا
السيسمولوجيا علم حديث النشأة فما من أحد يعلم أسباب الزلازل وكيفية انتشارها على سطح الكرة والإشارات التي يتأتى الانتباه بها للزلازل قبل وقوعها وهذه الأبحاث لا تهم من تصاب بلادهم بالزلازل تغديها هذه الأحداث الجيولوجية وتروحها بل تهم الإنسانية لأنها تقاسي منها الأهاويل ولذا أخذ العلماء منذ ربع قرن يبحثون في أسرار الزلازل وآخر مؤتمر عقد في منشيترناب فيه كثير من أهل هذا الشأن في الأمم ولا سيما من الممالك التي يكثر مصابها بهزات أرضية فشرح أحد الأمريكان أسباب زلزال سان فرنسيسكو وشرح أحد اليابان أسباب زلازل بلاده فتبين على الجملة الآن أن الأرض تهتز في أي نقطة كانت كل نصف ساعة على الأقل وتتجلى هذه الهزات غالياً في مناطق معينة فقد حدث في يابان منذ سبع سنين 8331 زلزالاً هذه الهزات غالياً في كل عام وهي تحدث في محيط من الأرض لا يتجاوز وضع مئات من الكيلومترات المربعة ولكن يوكوهاما في شباط سنة 1880 أجمع رأي العلماء على ضرورة إنشاء جمعية دولية تبحث في سر الزلازل واتقائها فهم عامة من الأمم إلى الاشتراك وفي المقدمة روسيا وإيطاليا. وقد اقترح أحد أساتذة