مجله المقتبس (صفحة 4737)

حين كان اللائق بها أن تكون ثاني مدينة بعد لندرا فإذا ظلت العناية بها فاترة لا تعتم أن تمسي بعد عقود من السنين من أصغر العواصم فتقل رغبات أهل الأرض في قصدها ولا تعود بلد النور وتنازعها في ثروتها التي يجلبها إليها السياح من القارات الخمس غيرها من العواصم الكبرى فستميل إلى النزول فيها علماء باريز والمغنيين من أبنائها لكثرة ما تبذله لهم من المال وعندها تسقط هذه العاصمة سقوطاً مريعاً.

ويرى بعضهم أن قلة الرغبة في نزول الحواضر واعتزال الناس على الاشتغال بأعمالهم الزراعية في القرى والدساكر هو خير للبلاد وأبقى لأن كثرة ازدحام الأقدام والأنفاس مضرة بالصحة العامة والأحسن أن يتباعدوا ولكن هذه النظرية تعالج بشيء واحد وهو أن تبذل العناية بأمور الصحة أ: ثر مما تبذل الآن ويضاف إلى باريز ما في ظاهرها من القرى والمدن بحيث تعد منها وحكومتها حكومتها لا بدفع أبناؤها رسوماً (عوائد) ولا غيرها فتدخل في باريز تلك الحقول الواسعة والحراج الغياء في الضاحية ويساعد ذلك على تكبير ساحاتها العامة المفيدة في صحة السكان وبذلك تحفظ باريز مكانها في أقطار العالم المتحضر لأن ما تعده إنكلترا من العدد لمستقبل لندرا من أعجب ما سمع ومن ذلك جر المياه إليها فإنها ستكون كفيلة سنة 1940 بإرواء ستة عشر مليوناً من السكان وكذلك ترى نيويورك أن سكانها سيتجاوزون سنة 1940 أحد عشر مليوناً. وهكذا ترى الإفرنج يفكرون إلى ما بعد عشرات من السنين ونحن نقول ولك الساعة التي أنت فيها.

مدارس المؤوفين

إذا عرض لأحد العملة عارض أثناء عمله كأن يفقد عضواً من أعضائه أو يداً أو ساقاً أو عيناً فإن بلاد الغرب تكفلت لمن أصيبوا بهذه العاهات أن تعلمهم صناعات يكسبون بها رزقهم ففي البلجيك أنشئت عدة مدارس لهذه الغاية يفضل مال جاد به أحد محسنيها واسمه باستور من أعضاء مجلسها النيابي فيعلمون من نكبوا من العملة لفقد أحد أعضائهم في زمن قصير صناعة تقوم بعشهم كالتجليد والمقوى والمنافض (الفرشايات) ومماسح الأرجل مما يعمل على أيسر وجه بدون أن يكون عامله تام الأعضاء فيوزع الجدع لمبتورة أعضاؤهم بحسب قابليتهم على فروع مختلفة فمنهم من يستخدم في صنع السروج أو منهم في الأحذية وآخر يعين نوع العمل ويراقبه ويدفع أجوره بعد الثلاثة الأشهر الأولى من التعلم وتطول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015