مجله المقتبس (صفحة 4727)

على الدوام بإرسال رسل الحمام إلى الأجسام بحيث بات يرجى أن يتوصل البشر ذات يوم بالقواعد التي سنها العلم أن يتيسر للناس اتقاء الأوجاع خفيفها وشديدها. وهذه الأماني قد تحققت منذ نحو نصف قرن قليلاً قليلاً حتى لقد طال معدل الحياة الإنسانية حمس سنين في الذكور وستاً في الإناث.

ففي الجداول التي أخذت من الإحصائيات الأكيدة في العلم القديم والحديث أن في كل 100وفات 42لم تكد تحدث لو عمد أربابها إلى المداواة في الزمن اللازم لها وإن نصف الأمراض لا تنشأ إلى من جهل المصابين بها وعدم حيطتهم وقلة المعرفة في تطبيبهم أو الإهمال الذي يتحيفهم. ولو كتب لل - 42 وفاة في المئة أن ينجوا من أمراضهم لطال معدل الحياة في الجنسين خمس عشرة سنة. وهذا التقرير لا يدخل فيه التعديل الذي وقع في أسباب التطهير وإن كان مختلاً في بعض الأحوال ولكن نشأ عنه من عدة وجوه منافع عظيمة ويجب النظر إلى الأمراض التي يظن أنها عضالة اليوم وربما كانت في المستقبل مما يمكن تلافيه قبل الوقوع فيه ثم أن سن الثمانين التي يصاب صاحبها بالضعف لا محالة ويصبح في انتظار القضاء الإلهي عليه قد خف تأثيرها يما قرره منشنكوف من أن الشيخ مريض يستطيع أن يحتفل جذلاً بمرور المئة سنة على ولادته ولذلك أمثال كثيرة.

قال الدكتور فيشر من كلية بال أن طول الحياة في أهم عواصم أوربا كما يلي: طالت الحياة في إنكلترا من سنة 1881 - 1900 - 14 سنة في الذكور و16 في الإناث وفي فرنسا كان معدل طولها من سنة 1881 - 1903 - 10 في الذكور و11 في الإناث وفي ألمانيا من سنة 1877 - 1900 كانت الزيادة 25سنة للذكور و29 للإناث وفي الدانيمرك كال معدل الحياة في مدة 57 سنة 13 سنة في الرجال و15 في النساء وفي السويد طال المعدل 17 في الرجال و15 في النساء خلال 67 سنة. وظلت مدة الحياة خلال ثلاثين سنة في بلاد الهند على وتيرة واحدة وهذه النتائج هي ولا جرم ابنة علم الصحة وقد رقي هذا العلم جداً في ألمانيا وفرنس وإنكلترا وهو من أدنى ما يكون في بلاد الهند. واستنتج الدكتور فيشر من ذلك أن ابن اليوم يعيش أكثر من أجداده على الرغم من كثرة عمله وشدائده فقد كان معدل الحياة في القرة السادس عشر 12. 2 والقرن السابع عشر 25. 1 في القرن الثامن عشر 33. 6 وفي القرن التاسع عشر 39. 7 ولم يزد في هذا القرن العشرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015