ويحمل إلى مخازنهم وأرائهم إصابته فيقبض منه ما يحتاج لبذره ويرضخ له ما يقدر متمسكاً لرمقه وعيشه بالجهد.
إرشاد الخلق
إلى العمل بخبر البرق
تأليف الشيخ جمال الدين القاسمي طبع بمطبعة المقتبس سنة 1329 ص104 كما تأملنا في حل المسلمين وما بلغه بعض مشايخ الجمود من الضعف العلمي والعقلي نحكم بأننا اليوم كأهل أوربا في القرن الثاني عشر والثالث عشر للميلاد نكابر في البديهيات ونحارب المصلحين ونود أن ندخل كل شيء في الدين ومن ذلك إن قوماً جعلوا العمل الاعتراض على كل شيء يقولون في مثل هذا العصر بتحريم التمثيل وينكرون العمل بالأنباء البرقية في إثبات الآهلة ولذلك ترى دعاة الإصلاح الديني أمثال مؤلفنا صاحب هذا الكتاب تضيق صدورهم من هذه المماحكات في المحسوسات فيتوفرون على رد شبههم وافتراءاتهم بالنقول على الدين الذي صوروه بما أوحت إليهم عقولهم القاصرة.
وقد أتى المؤلف بالنقول الصحيحة جاعلاً العقل رائده في حجاج المكابرين وذكر فتاوى بعض علماء العصر في جواز العمل بالتلغراف بما دل على نظره وتحريه في بحثه وكأنه أدرك أن بعض المماحكين يرمونه بالاجتهاد وهو بزعهم مسدود باب منذ قرون فقال مبيناً غرضه في جملة. قد يطن من لا خلاق له وبعض الطن أثن أن مراد دعاة الإصلاح العلمي الآن بالاجتهاد هو القيام بمذهب خاص والدعوة له على انفراد والذوذ عن أقوال الأئمة والغض من كرامة من سلف (نعوذ بالله من الجهل وسوء الفهم) فإن من يفهم هذا لا ضل من الأنعام. وأي عاقل يدعو لتكثير الشيع والفر وزيادة الانقسام وإنما المراد إجهاض همم رواد العلم لتعرف المسائل بأدلتها والبحث عن مدركها ومآخذها والتنقيب عن كتب السلف والأئمة في الأصول والفروع وتعرف طرق التخريج والاستنباط وحجج الموافق والمخالف ثم توخي الأقوى فالأقوى دليلاً وتحري الأقوم فالأقوم قيلاً كما كان عليه السالف الصالح وثلة من الخلف الناجح والمتأخرين عيال على المتقدمين في جل علومهم وما ذخروه من كنوزهم وإنما التفاوت في إدراك القوي سلطانه الأصح برهانه وفي الوقوف على مقاصد الشريعة وأسرار التشريع ودرك اللباب من الحشو وتمييز الأصيل من الدخيل على أن