مجله المقتبس (صفحة 4691)

بين الفيحاء والشهباء

المملكة الحموية

حماه كلمة سامية معناها الحصن المنيع الحمي. والحماة عاصمة مملكة لا يعرف اتساعها تختلف باختلاف الدول والأزمان وقد ذكر موسى اليهودي حماة الكبرى وذكر بعض الإفرتج أنه كان انطلوخيوس الرابع أبيفان هو الذي سماها ابفانيا وسماها مؤرخة النصرانية الأول كذلك. هذه رواية الإفرنج ولم يصرح جغرافيو العرب بأن فامية هي حماه بعينها بل قالوا أن فامية ويقال لها أفامية هي مدينة قديمة ويطلق هذا الاسم على كروتها أيضاً وكانت فامية عظيمة قديمة على نشر من الأرض لها بحيرة حلوة يشقها النهر المقلوب (العاصي) وقال ياقوت أن أفامية مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص وقد ياق للها أفامية قال عيسى ين سعدان الحلبي يذكرها:

يا دار علوة ما جيدي يمنعطف ... إلى سواك ولا قلبي بنجذب

ويا قرى الشام من ليلون لا نحلت ... على بلادكم هالة السحب

ما مر برقك مجتازاً على بصري ... إلا وذكرني الدارين من حلب

ليت العواصم من شرقي فامية ... أهدت إلي نسيم البان والغرب

ما كان أطيب أيامي بقربهم ... حتى رمتني عوادي الدهر من كثب

وهذا دليل على أن أفامية كانت من المدن العوفة غير حماة يؤيد ذلك أن حماة معروفة بهذا الاسم في الجهلية فكان الشاعر حرياً بأن يذكرها بلفظها التعارف.

افتتح حماة أبو عبيدة سنة 17 وكانت معروفة ف يالجاهلية بهذا الاسم وذكرها امرؤ القيس في شعره بقوله:

تقطع أسباب اللبانة والهوى ... عشية رحنا من حماة وشيزرا

بسير يضج العود منه يمنه ... أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا

قال ابن حوقل أن شيزر وحماة مدينتان صغيرتان نزهتان كثيرتا المياه والشجر والزروع والفواكه وقال ياقوت إن حماة كبيرة عظيمة كثيرة الخيرات رخيصة الأسعار واسعة الرقعة حفلة الأسواق محكم وبظاهر السور حاصر كبير جداً فيه أسواق كثيرة وجامع مفرد مشرف على نهرها العروف بالعاصي عليه عدة نواعير وفي طرف الدينة قلعة عظيمة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015