من بيروت إلى زحلة
وناقلتي حيث يحلو في الهوى النقل ... يمشي به الدفعان الشوق والأمل
كأنه جبل يشمي على جبل ... يرسو إذا شاء طوراً ثم ينتقل
كأنه عند ما يجري على عجلٍ ... يجري على عجل يجري بها الأمل
كالطير ليس يزيد السهل سرعته ... ولا يؤخره في سيره جبل
لو سابق الأرض نحو الشمس ما اطلعت ... إلا وقد جازها في الغرب تغتسل
أو طارد الزهر في ألفلاكها غلساً ... ما حط إلا ومن أرتاله زحل
ما عاقه في السري برد ولا مطر ... كأن لعلم الحيا في وجهه قبل
لا أنس فيه ركوبي والحبيب وقد ... بنتا وكل بصهباء اللقا ثمل
قمنا عن (البور) والأفلاك قد غمضت ... منها وقد سهرت طول الدجى المقل
يمشي نحو الشآم المل مكتملاً ... إلا وجفن الضحى بالنور مكتحل
ينساب كالصل حرَّان الحشاشة حي ... ر وأنا كمن قطعت في وجهه السبل
طوراً تخف إلى استقباله قلل ... وتارة كما قطعت في وزجهه السبل
يمر كالسهم في الأنفاق مخترقاً ... حشاشة الأرض لا يلوي به الرجل
خلو من الحب لا ينفك منتحباً ... يشكو ويبكي وما في جسمه علل
مصعد زفرات كلما عصفت ... حسبتها طغمات الجن تنتقل
تلتقي على الأرض من أبوابه بصراً ... يرده فشل في الطرق لا كلل
لا يستقر على شيء لسرعته ... فلا ترى الأرض إلا عند ما يصل
حتى إذا ما إنجلى سهل البقاع لنا ... بحراً يرى كل بحر عنده وشل
أواجه الخضر بالأزهار مزبدة ... مثل الحلي إذا ازدانت بها الحلل
عدا ومن خلفه ما لاحت له عجلن ... كأننا في سفين مالها عجل
والكرم عن جانبيه مطرق خجل ... كالغيد خف إليها فارس بطل
ترى العناقيد من أعناقها برزت ... مثل ال. . . . . ود لكن درها عسل
حتى إذا الأرض من حر الهجير غدت ... كأنها كبد بالهجر تشتعل