دمشق وطريق دمشق القنيطرة بانياس وهي لم يصرف عليها شيء وبقيت لا تصلح لمرور المواشي دع عنك الإنسان.
وبعد فإن كنا لم نرصف طرقنا إلى اليوم فأي أعمال أخرى ترجى أن نقوم بها مثل جر المياه من المحال البعيدة لسقيا الأرضين وشفاه الأهلين أو خزنها في خزانات أو تجفيف البحيرات والمستنقعات مثل بطيحة سهل عيحا قرب ريشيا الوادي البالغة مساحتها نحو أربعة آلاف دونم وبطيحة دير العشاير في وادي التيم أيضاً وبطيحة الحولة ومستنقعات الجولان مما يؤذي صحة السكان ويؤخر عمران الأرضين والبلدان.
ثم أين يد الحكومة في إنهاض الزراعة من كبوتها بإعطائها الأهلين السكك والأدوات الزراعية والبذور والغراس التي تصلح وتجود في هذه الديار الطيبة بل أين يد الحكومة تعمل على الأقل بما فيه حفظ الحالة الحاضرة حتى لا تزيد البلاد خراباً فوق خرابها وأن العين لتنبو عن النظر إلى جبالنا وآكامنا الجرداء بعد أن علمنا أنها كانت شجراء خضراء إلى ما قبل عشرات من السنين وإذا دمنا نوسعها القلع والقطع والحرق والشق فاقرأ على حراجنا السلام الأخير بعد بضعة أعوام.
بلاد تكفي لإعالة الملايين من البشر وتضيق عن عيش الألوف فمتى نعقل فنعمرها حتى نقوم حاجزاً حصيناً في وجوه من يهاجرون من السوريين إلى سائر قارات الأرض ولا سيما إلى أميركا الشمالية والجنوبية.
كنا نظن أن الهجرة لم تتناول سوى لبنان وما اتصل به من الجبال لأن الجبليين أقوى من غيرهم على تحمل المشاق وفطم النفس عن الراحة والرفاهية ولأن بلادهم قاحلة لا تخرج لهم على الجملة أكثر مما تخرج ولكن الأمر على عكس هذا لأن سكان السهول أيضاً مما يسهل عليهم الارتزاق من أراضيهم وقد غادرونا إلى ارض المهجر في طلب الرزق كانت الهجرة مقصورة على المسيحيين أولاً فتعدت إلى المسلمين سنييهم وشيعيهم وإلى الإسرائيليين والدروز والنصيرية والإسماعيلية وكانت لا تتخطى لبنان الغربي ولبنان الشرقي فها قد امتدت اليوم حتى أخذت تستلب من سورية حتى سكان المدن المرفهين منها مثل أهل دمشق وحلب وبيروت وطرابلس وصيدا والقدس وتساوي أبناء هذا الوطن الواحد في مغادرة مساقط رؤوسهم إلى أصقاع اعتنى فيها أفراد ولم يزل عشرات الألوف في فقر