مجله المقتبس (صفحة 4340)

(980 - 945 ق. م) بلغت صور ببحريتها أعلى الدرجات وانبسط سلطانها.

كانت صور متفرقة في عدة جزائر يفصل بعضها عن بعض ألسنة من البحر ليست بالعميقة بل تتخللها صخور طافية رؤوسها على صفحات الماء من جنس الصخور التي يتعذر معها اقتراب السفن في بعض المواضع من سواحل الشام فردم حيرام تلك المضايق التي تتخللها مياه البحر بجسور حصينة وردوم أقامها فاتسعت رقعة المدينة ولكنها لم تكن لتسع سوى ثلاثين إلى خمسة وثلاثين ألفاً وأقام ملوكها وتجارها قصورهم في أواخر سفح لبنان وبقيت الجزيرة مركز الحكومة.

وظلت صور راضية بأداء الجزية للفاتحين حتى نشب القتال بين ملكها ايلولي 768 - 692 والملك تغلات فلازار الثالث صاحب آشور انتهت بهلاكه ووقوع صور في قبضة الآشوريين ولما سقطت نينوى عاد لصور استقلالها وفازت بدفع بخت نصر عنها بمعاونة الفراعنة الصاوبين واحتملت الحصار ثلاث عشرة سنة من سنة 574 إلى سنة 587 ولكن نزفت قوتها بفتنتها الأهلية وفي سنة 557 أعيدت إلى سيطرة الكلدانيين ولما سقطت بابل في سنة 538 حصل لصور وفينيقية ما حصل لها فدخلت في قبضة الفرس من غير حرب ولا قتال.

كان لكل من صور وصيدا كما كان لكل مدن فينيقية رب خاص بها بعل وله عشتاروت اسطارطوس وهي آلهة أنثى وكانت البعليم والعشتاروت تمثل قول الطبيعة والشمس والكواكب أو الأغراض التي تتجه إليها نفوس بني آدم مثل العشق والقتال وكانت هذه الآلهة متوطنة في المرتفعات والمشارف وفي الغابات وفي المياه وفي الأحجار الخام بيت ايل - بيت الإله وكانت هذه الآلهة تؤول إلى زوج واحد أعلى أو إلى سبعة آلهة كبراء تحف باشمون الذي هو الإله الخالق وكانت عبادة هذه الآلهة غير منتظمة ومحفوفة بأساليب القسوة فكان القوم يحرقون الأطفال تمجيداً لها وإذا حل الانقلاب الصيفي أخذوا يندبون أدونيس ثم إذا جاء الخريف احتفلوا ببعثه ونشوره. ثم دخلت بعض القواعد الدينية المصرية في ديانة الفينيقيين.

أخذت فينيقية عن مصر حروف الهجاء ومن الحروف الهجائية الفينيقية اشتقت حروف الهجاء الأوربية. وأثرت في فنونهم من صياغة ونقش ونحت وعمارة وعمل زجاج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015