مجله المقتبس (صفحة 4323)

الحظ بتعلمها من أبناء العرب وما دامت مقلة من رواتب المعلمين هيهات أن تجد أحسن من هذه الطبقة لتعليم أبناء البلاد وعندنا أن الجهل المطبق خير من هذا التعليم الناقص الدنيء لأن الفلاح الأمي لا يجد له مرتزقاً إلا من أرضه وماشيته أما الفلاح الذي تعلم هذا الأسلوب فتكبر نفسه عن الزراعة جهلاً منه وغروراً ولا يحسن عملاً اللهم إلا إذا كان خيال درك أو بواباً أو حرساً.

بين قوم هذا حالهم أنشأ صديقنا أحمد حمدي أفندي الداغستاني مطبعة في القنيطرة سماها مطبعة الجولان فعسى أن يخادنه من التوفيق ما خادن بعض قرى سورية أو بليداتها التي انتفعت من نعمة الحرية في عهد الدستور ففتحت مطابع وأنشأت جرائد أو مجلات ونجحت في عملها على الجملة.

الحولة

بتنا الليلة السادسة في بانياس آخر عمل الجولان وحقها أن تعد من الحولة إذا نظرنا إلى تقسيمها الطبيعي وبانياس بالقرب من تل القاضي حيث ينبع نهر الأردن أو مدينة دان القديمة وبها آثار مهمة وغيرهم من الإسلام وبالقرب منها حصن الصبيبة وهذا الحصن هو القلعة المشرفة عليها في رأس جبل وبينهما نحو نصف ساعة قالوا في وصف بانياس أنها مدينة قديمة كثيرة الحدائق وهواؤها وبيء وترابها كذلك وبها مياه غزيرة وآثار لليونانيين قديمة وقال أبو الفدا بانياس اسم لبلدة صغيرة ذات أشجار محمضات وغيرها وأنهار وهي على مرحلة ونصف من دمشق من جهة الغرب بميلة إلى الجنوب والصبيبة اسم قلعتها وهي من الحصون المنيعة قال العزيزي ومدينة بانياس في لحف جبل الثلج (جبل الشيخ) وهو مطل عليها والثلج على رأسه كالعمامة لا يعدم منه صيفاً ولا شتاءً وقال ابن جبير في وصف بانياس أنها مدينة صغيرة ولها قلعة يستدير بها تحت السور نهر يفضي إلى أحد أبواب المدينة وله مصب تحت أرجاء وكانت بيد الإفرنج فاسترجعها نور الدين ولها محرث واسع في بطحاء متصلة يشرف عليها حصن للإفرنج يسمى هونين بينه وبين بانياس مقدار ثلاثة فراسخ قال وعمالة تلك البطحاء بين الإفرنج وبين المسلمين لهم في ذلك حد يعرف بحد المقاسمة فهم يتشاطرون الغلة على استواء ومواشيهم مختلطة ولا حيف يجري بينهم فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015