ويتوفى في أحيائهم من الوطنيين وهؤلاء المشايخ اليوم صورة مصغرة من المحتسبين أمس.
الإنسان والمدنية
نشرت مجلة الاقتصاد الانكليزية مقالة جاء فيها أنه يستدل من الإحصاءات بأن معدل تولد البشر أقل في الأغنياء مما هو بين الفقراء وأنقص بين أرباب الأشغال العقلية مما هو بين الأميين أرباب الصناعات والعملة بحيث يسوغ لنا أن نقول على الجملة بأن بين كثرة النفوس والمدنية عداوة حتى أن الحضارة يوم تبلغ أوجها لا يبقى على الأرض أحد يستمتع بها، وقد أوردت المجلة أرقاماً لإثبات حجة هذه الدعوى فقالت أن الأمراض التناسلية هي في الأغنياء أكثر منها في الفقراء وفي المدن ولا سيما الكبرى أكثر منها في الأرياف حتى أنه ليتعذر من أجلها على النساء أن يلدن كثيراً أو أن يكتفين بولد واحد.
وكذلك يحدث مثل هذا التأثير من الأمراض العصبية والعقلية التي هي تابعة لارتقاء المدنية كما يتبع الظل الجسم، والسبب الرئيسي في قلة الولادات قلة الرغبة في أن يرزق الناس أولاداً لأن المدنية كلما تقدمت ينظر إلى الأولاد بأنهم حمل وضيق على أبويهم.
طعام الأقوياء
قل من المسائل التي تضاربت فيها الآراء تضاربها في تعيين كميات الطعام وكيفيته على ما يليق بالإنسان وأدت الأبحاث الحديثة إلى أن طعام الإنسان يختلف باختلاف الجنس والمهنة والمناخ ولكن الدكتور سيبرت قد اجتاز هذا الحد وهو يؤكد بعد مشاهداته الشخصية مدة خمسين سنة لأشهر مصارعي أميركا أن كل إنسان يحتاج إلى طعام خاص به فقد قال من مقالة له أن أقوى رجل عرفه هو المصارع الشهير سيجفريج أتى إلى محلي - لأن الدكتور المذكور مؤسس محل يأتي إليه المصارعون ويعيشون تحت نظارته - وهو في العشرين م نعمره وبعد أن تمرن مدة ثلاثة أشهر زادت قوته زيادة عظيمة وكان الطعام الذي يختاره لنفسه أغلب ما يكون من الخضر والحليب والخبز مع قليل من اللحم وكان عشاؤه قليلاً من الحليب مع شيء من السكر وقطعة من الخبز مدهونة بزبدة وعلى هذا الطعام أصبح على شيء من القوة في أطرافه وظهره جعلته من أشهر المصارعين مع قلة اشتهاره بالحذق وخفة الحركة وكثيرون ممن أعرفهم أرادوا أن يحذوا حذوه في طعامهم