تنفق على التربية والصحة واعانة البائسين اربعين مليون جنيه بالنسبة لسنة 1871 وكان يرجى أن تخفف هذه النفقات الشقاء ولكن الامر زاد تفاقماً على العكس فكانت انكلترا تنفق سنة 1776 - 1، 557، 000 جنيه في السنة على الفقراء فصارت تنفق سنة 1906 - 14، 786، 000 وهي اليوم تعول 1، 700، 000 من السكان منهم 538، 000 تعولهم مدى حياتهم و 530، 000 تعولهم مدة طوية و 640 ألفاً تعولهم من شهر إلى سنة، وأن البالغين من الرجال منذ السنة السادسة عشرة إلى الخامسة والستين المحتاجين للمعونة ليزيد عددهم اكثر من النساء ومن الدواعي إلى ذلك كثرة انهيال الناس من القرى إلى المدن، ويرى الكاتب ان انكلترا تساعد على انتشار البؤس بما تمده إلى أهله من المعونات فيكسلون ويرتكبون المحرمات على أنها إذا سنت قانوناً للشيوخ تقل في بلادها بواعث الشقاء بالتدريج.
الحسبة في الإسلام
نشرت المجلة التونسية الفرنسوية مقالة في الحسبة جاء في خاتمتها أن العرب باختلاطهم مع الرومانيين والبيزنطيين والفرس والهنود صفت اذهانهم واقتبسوا الصناعات والفنون وهكذا جلبت إلى أفريقية انواع القرميد الملون والاقمشة الحريرية والجوخ الدقيق والألبسة الجميلة ونقل العبيديون إلى القيروان وتونس صناعات مصر، وجاء بعدهم ملوك الصنهاجيين ولا سيما الأمير أبو الحسن بن علي بن تميم المعز بن باديس وبعد أن عقدوا هدنة مع ملوك النصارى في صقلية أخذوا يتبادلون الهدايا والاعلاق النفيسة وذلك سنة 529.
وأنشأ بنو حفص في تونس أبنية جميلة ونشروا العلوم والصناعات وملأوا خزائن الكتب بالأسفار الكثيرة فوهب أبو زكريا الحفصي 36 ألف مجلد من كتبه وانشأ المدارس ومنها مدرسة الشماعين ومسجد القصبة ومنارته الحالية حيث لا يزال اسمه منقوشاً على حائطها إلى اليوم وهو الذي انشأ الأسواق الموجودة إلى عهدنا في تونس والمتآفقة الشهرة فانشأ سوق العطارين والشوسة أي سوق الحفصي ومات سنة 614 في غنى ونعمة.
وفي أيامه نزح إلى تونس أناس من الأندلسيين ممن طردوا من إسبانيا فاكرم عثمان باي وفادتهم ومد المحتسب لهم يد المعونة فجعل فقراءهم عند أناس من أهل البلاد يعملون لهم