الإسلام.
وقد لقي هذا المشروع معاكسات قوية بادئ بدء وكثرت فيه الظنون والتخرصات على نحو ما يلقى في العادة كل مشروع في الشرق ولكن عرف القوم بعد حين سلامة قصد القائمين وسكتت الألسن عن تناول الخلدونيين بسوء خصوصاً لما يرون من حماية سمو الباي والدولة المستعمرة لجمعيتهم ولأن المتخرجين في مدرستها إذا كانت بأيديهم شهادة يفضلون على غيرهم في الوظائف.
والدروس والمحاضرات التي تلقى في تلك المدرسة هي الحساب والهندسة والتاريخ والجغرافيا والطبيعة والكيمياء وقد أقاموا معملاً كيماوياً في مكتبة المدرسة ليطبقوا العلم على العمل ثم أضافوا إلى هذه الدروس علم المساحة ورسم الأراضي (الطبوغرافيا) والرسم والجبر، وأهم ما تدور عليه المحاضرات تدبير الصحة العلمية والنظام القضائي في تونس وقانون العقارات وعلم الحقوق الإسلامي والفرنسوي والاقتصاد السياسي والاقتصاد الزراعي يلقيها في الغالب أعضاء الجمعية وفيهم العلماء والكاتبون والباحثون باللغة العربية وكان المستمعون قلائل جداً بادئ الرأي قلما ثبتت الجمعية ارتقوا من العشرات إلى المئة والمئتين وكانت واردات الجمعية سنة 1906 - 6889 فرنكاً ونفقاتها كذلك ولا شك أنها زادت الآن بحسب حاجة العصر وارتقاء مدارك أهله، وقد انتخب لرئاسة الخلدونيين هذه السنة السيد عبد الجليل الزاوش من علماء تونس وأرباب الأفكار فيها.
بلغ مجموع إيراد هذه الجمعية الخيرية في سنة 1910 - 22340 جنيهاً و 76 مليماً منها 997 ج و 200 م اشتراكات و7172 ج 225 م إيجار أطيان و 2917 ج و 891 م للاحتفال السنوي منه مبلغ 2237 ج و 376 م لسنة 1909 و 524ج و 672 م تبرعات و 203 ج إيجار مباني الجمعية بيتي مزار وطنطا و75ج مرتبات خيرية وجنيه ومائة مليم إيرادات متنوعة عمومية و 6773ج و 500م أجور تعليم و1378ج و 561م ثمن كتب وأدوات مبيعة و1450ج مرتبات خيرية و 82ج و375م إيراد وقف المرحوم أحمد أفندي شاكر و663ج 78م تبرعات و 45ج جائزتا المرحوم علي باشا مبارك وحضرة عبد الرحمن بك رضا 55ج و765مليماً، وبلغ إجمالي المصروفات 18552 ج و 648م وبلغ الباقي بعد نفقات سنة 1910وهي نفقات التعليم والإعانة والصدقة الخصوصية والنفقات