مجله المقتبس (صفحة 389)

حكم الإعدام

أكثر معاني هذه القصيدة منقول عن فيلسوف فرنسا وشاعرها فيكتور هوكو من مقدمة كتاب له عنوانه أواخر أيام المحكوم عليه بالقتل

بين القضاة وآلة الإعدامِ ... حكم يشين عدالة الحكامِ

حسب القضاةُ القتل اردعَ رادع ... يثني محللَ أفظعِ الآثامِ

وهمَ القضاة فليس يعدلُ حاكمٌ ... إلا بقتل مفاسد الأيامِ

هي أوجبت سفكَ الدماءِ ومهدت ... الأشقياءِ سبيلَ كلِّ حرامِ

هي خالفت ما بين أخلاق الورى ... فتفرقوا فرقاً بغير نظامِ

هي علمتهم كيفَ يفتك بعضهم ... بالبعض فتكَ الذئب بالأغنامِ

كم مذنبٍ يأتي الذنوب وجهلهُ ... أو فقرهُ يقتادُهُ بزمامِ

يا للقضاءِ أما تهابُ حكومةٌ ... أن تزهق الأرواحَ في الأجسام

هلْ قلَّ في الأرضِ الهواءُ فلا غنىً ... عن حكم موتٍ للشقي زؤَام

أيضيقُ جوفُ السجنِ عن أمثالهِ ... والقبرُ أضيق منهُ عند زحام

لا تستقيمُ حكومةٌ إلا إذا ... قامت معالجةً لكلّ سقام

تغني أخا البؤْسِ اليتيمَ بفضلها ... حتى تكون كفيلةَ الأيتام

وتزيلُ أسبابَ الخصام فيغتدي ... أبناؤُهُ أعداَء كلّ خصام

ما للعقوبة أن تعلم جاهلاً ... لا يذهب الإعدام بالإعدامِ

القاهرة

نقولا رزق الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015