من السلف بحيث أن سيباي ذرف دمعه فهم فغي أثناء قراءة الدرج وقع المطر وجاء الله تعالى بالغيث كذلك ذكر هذه الواقعة ابن طولون وأنا لا أشك في أنها كرامة ظاهرة وانتقد ابن طولون على الدرج المذكور أن صاحب الترجمة تعرض فيه لذكر الشيخ تقي الدين بن قاضي عجلون ولذكر غيره ولامهم فيه على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنا أقول لا انتقاد عليه في ذلك أصلاً فإنه أراد النتيجة فأعلن أن الفتنة التي وقعت بين التقوي ابن قاضي عجلون وابن أخته السيد كمال الدين وبقية أعيان دمشق بسب هدم التربة كما تقدم شرحها في ترجمة السيد وغيرها أيضاً إنما كانت بسبب توجه سيدي علي بن ميمون بقلبه عليهم وتكدر خاطره ويؤيد ذلك أن هدم التربة المذكورة كان في ثالث رمضان المذكور ثم استفتي الشيخ تقي الدين في هذه الأيام في هذه الوقعة وأفتى بعدم الهدم ثم هاجت الفتنة بعد ذلك وانتشر شرها وتطاير شررها حتى طلب الشيخ تقي الدين وابن أخته قاصرون إلى السلطان الغوري بمصر وصودر بأموال كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم رأت ابن طولون ترجم سيدي علي بن ميمون في التمتع باقران وذكر من مصنفاته بيان فضل خيار الناس والكشف عن منكر الوسواس والرسالة الميمونية في توحيد الجرومية وبيان غربة الإسلام ورسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن وكشف الإفادة في حسن السيادة ومواهب الرحمن في كشف عورات الشيطان وغير ذلك وقال قدم دمشق فلقاه الشيخ عبد النبي وأنزله حارة السكة بالصالحية وهرع الناس للسلام عليه طلبة العلم والفضلاء والعلماء والقضاة والأمراء وصار يسأل كلاً عن اسمه وينهاه عن ذكر اللقب إن ذكره ثم عن حرفته ويوصيه بتقوى الله تعالى ثم يوجه نفسه إلى القبلة ويرفع يديه إلى وجهه ويقرأ له الفاتحة ويدعو له ويصرفه وإن راى في ملبسه شيئاً منكراً ذكره.
قال ثم عقد للتسليك مجلساً في منزله فتلمذ له خلق من المذاهب الأربعة كالشيخ عبد النبي من المالكية والشمس بن رمضان من الحنفية والشهاب ابن مفلح من الحنابلة والزين الحموري من الشافعية وآخر من تسلك على يديه منهم القاضي أبو عبد الله محمد بن عراق وشاع ذكره وبعد صيته وصار كلامه مسموعاً عند الأمراء خصوصاً نائب الشام سيباي ولهم فيه اعتقاد زائد.
ثم قال ابن طولون اجتمعت به وسلمت عليه ثم ترددت إلى مجلسه فما رأت عيني أعظم