بعض الأوقات من الغيب أو أن يختفي أحياناً عن أعين الناس أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته أو يخبر الناس بما سرق لهم أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك من الأمور وليس في شيءٍ من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي لله بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه وكرامات أولياء الله تعالى أعظم من هذه الأمور الخارقة للعادة وإن كان قد يكون صاحبها ولياً لله فقد يكون عدواً لله فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين وتكون لأهل البدع وتكون من الشياطين فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيءٌ من هذه الأمور أنه ولي لله أن يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسنة ويعرفون بنور الإيمان والقرآن وبحقائق الإيمان الباطنة وشرائع الإسلام الظاهرة مثال ذلك أن هذه المذكورة وأمثالها قد توجد في أشخاص ويكون أحدهم لا يتوضأ ولا يصلي الصلوات المكتوبة بل يكون ملابساً للنجاسات معاشراًَ للكلاب يأوي إلى الحمامات والمقامين والمقابر والمزابل رائحته خبيثة لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف الخ.
وبعد هذا ننقل للقارئ نموذجاً من ترجمة المؤلف لرجل جليل في عصره وهو علي بن ميمون دفين مجدل معوش من أعمال شوف لبنان نورده بدون تذييل عليه ليستنتج القارئ لنفسه أن تلك الكرامات التي ينسبها المؤلف للمترجم لم يقل هو بها بل ادعاه له أحبابه ومريديه ومعظمهم قد يكونون مأخوذين بحبه لا ينظرون إلى الواقع إلا من وجه واحد قالالمؤلف ما نصه:
علي بن ميمون بن أبي بكر بن ميمون بن أبي بكر بن يوسف بن إسمعيل بن أبي بكر بن عطاء الله بن ميمون بن سليمان بن يحيى بن نصر بن يوسف بن عبد الحميد بن بلتززواز روق (؟) بن وسكرن بن عربه بن هلال بن محمد بن إدريس بن عبد الله ابن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم كذا في باقي النسب لترجمته ابن طولون الشيخ المرشد المربي القدوة الحجة ولي الله تعالى العارف به السيد الشريف الحسيب النسيب أبو الحسن ابن ميمون الهاشمي القرشي المغربي الغماري الفاسي أصله