فإذا كنا نحن اصحاب الجرائد اليومية نلتمس الأعذار لضيق أوقاتنا عندما نلجأ إلى الحواضر فما هو عذر أساتذة المعاني في المدارس والكليات وما هو عذر أصحاب المجلات_المطير اصلح من الملاحة وإنما لا بد من اخيار كلمة اصلح.
الملظم والعامر_خرج من عالم الخرافة المظلم إلى بلاد الحرية العامرة.
الجرح يدمي_الجرح لا يدمي وإنما يدمى.
خذ أي كتاب أو مجلة أو جريدة واعتبر فلسفة كاتبها دون الألفاظ والمعاني دون المباني. تجد أننا_إلا عدداً قليللاً من حملبة الأقلام_نتعسف ونتكلف ولا نراعي المعاني والبيان لأن أكثر المنشئين متطفلون.
نحن ابعد أبناء اللغات الحية عن وضع الكلام في مواضعه وإقامته في مواقع لأننا لا ندرس فلسفة اللغة بل لأن أكثر أصحاب الجرائد والمجلات والمترجمين والمؤلفين من غير الأكفاء إلا بالتبجح والادعاء أو أن اللغة أمست واسطة للكسب والارتزاق حتى يعبث والنفاق وإليك بعض ما يخطر في خاطري الآن أجئ به وأكل إليك الحكم.
طارت نفسه شعاعاً_تخرصات اتلأوهام_يغيظه من النظام_هل يعتمد كلام السقيم في طعم الماء_رفع الابن باسطاً يديه إلى والدته_سقط عليه بالضرب حتى جلد به الأرض. الجالية والطارئة: دون تمييز بين الاستيطان والعود=يسير ويسري دون فرق بين سفر النهار والليل_رحلوا في القطار إلى المدينة والولاية الفلانية. زاره أخوه فأحسن قراه=ظعنوا من أصحابهم إلى واشنطون=شخص البياع إلى بوسطن=كانم الخواجا فلان يتدفق في خطابه كالسيل المنهمر إلا أنه اعتذر أنه غير خطيب وشكر الناس وجل دون أن يتكلم!.
ثم ما هي فائدة الحركات في اللغة إذا كنا لا نريد أن نصرف عن جعل الواو الثقيلة الد؟ في أولى وعمرو وحيوة وصلوة بجحة التمييز وإزالة اللبس وهلا يوجد غير هذه الكلمات في العربية بحاجة إلى الضبط؟ ثم ما هي فائدة الحركات إذا كنا نكتب إله ولا يجوز لنا أن نكتب مؤنثه إلهة؟ ثم كيف يعقل أن تكون جموع لا مفرد لها مثل شلقة ومخاطر ومحاسن وشماطيط وما جمعه الثعالبي وغيره وهل كان كل ما لا يكون سمعه بالجامع لا يكون وضعه الواضع جرياً على القياس؟ وكيف يمكن أن تكون المطاوعة في فعل ولا تكون في آخر مثله تماماً؟ وكيف تكون صيغة أفعل التفضيل في ما لا فعل له كقولهم هو اقلط منه؟