تفضل كثير من رجال العلم والأدب بنقد هذه المجلة فقال حافظ أفندي إبراهيم أن المقتبس مصبوغ بصبغة شرقية قديمة فينبغي له نبذ القديم من الموضوعات واتخاذ لباس قشيب ينضيه كلما جد غيره. وقال إبراهيم أفندي الجمال كلاماً يقرب من هذا وأن للتفنن في إيراد الأبحاث الجديدة الحاضرة طلاوة ووقعاً في النفوس وقال محمد لطفي أفندي جمعة كلما عمدت إلى النظر في المقتبس تعاظمت أبحاثه وتجافت نفسي عن عباراته لأني أجدني بين مادة صرفة وجد بحت ولاشك أن معظم القراء يشعرون شعوري فلابد لمن أراد أن يعلم غيره أن يتنزل في عباراته وموضوعاته ويحتال عليه ليطالع شاء أم أبى. وقال أحمد بك زكي أرى في بعض الأبحاث اقتضاباً يكاد يكون مخلاً فعليك بإشباعها وعندي أن الأجدر أن تترك قال أحدهم وروى بعض العلماء أو أحد الأساتذة وتنسب القول إلى قائله مباشرة فإن هذا الباب فتح قديماً باب التلاعب في كثير من العلوم وكذلك اليوم. فلا غنية لمن يريد أن يخدم العلم عن التصريح بأسماء المنقول عنهم.
وكتب من بغداد الأب انستاس ماري الكرملي يقول: عربتم فصلاً عن إحدى المجلات العلمية ص9 ولم تذكروا اسم المجلة وهو أمر مهم في مثل هذا المقام. وكذلك لم تنوهوا باسم الكاتب الأصلي. وقد تكرر فعل ذلك عدة مرات فأظن أن الأحسن ذكر كل جريدة باسمها وكل مؤلف باسمه. ثم حاولتم بعض الأحيان ذكر لفظة بلفظة أخرى طلباً للجلاء من ذلك ذكرتم في ص56 العكرش فقلتم. . . وبزر كالجاورس - وهو حب يؤكل مثل الدهن (وهو من خطأ الطبع وتريدون الدخن) ولعله الدخن. قلنا ليس العكرش بالدخن بل هو نبات آخر مشهور عند جميع أعراب البادية في العراق ولا يشبه الدخن إلا في الحب فقط. وقلتم ص108 التوابل (السلطات) والصحيح أن هذه غير تلك. وذكرتم ص136 اسم الفنطبيل بمعنى البرميل. ولا مشابهة بين الاثنين وكلاهما معروف عندنا باسمه وبمميزاته. وذكرتم النيرات (ولعلها النيترات) باسم (البورق) وليس الأمر كذلك وبينهما بونٌ بين.
وقد وقع في أجزاء المقتبس أغلاط طبع كثيرة فالأمل أنها تصلح في ما يلي أو يمنع وقوعها. وحسناً عملتم وتعملون عند خفاء معنى لفظة أن تكتبوها على علاتها ثم تضعون وراءها علامة الاستفهام أو كلمة (كذا). فإن ما لا يفهمه ذاك. مثلاً كلمة ويبة فهي مستعملة في العراق وقد جاءت في ص31 وهي من المكاييل سعتها 24 مدّاً.