نقلنا في الجزء الماضي نموذجاً من كتاب السجل لحمزة بن علي مثبت ألوهية الحاكم بأمر الله وصاحب مذهب الدروز الأول وها نحن أولاء نتبعه بنتف منه تكشف الغطاء عن معتقدهم وللقارئ أن يعلق عليها ما شاء:
جاء في الرسالة الموسومة ويد (؟) التوحيد لدعوة الحق: توكلت على مولانا البار العلام العلي الأعلى حاكم الحكام من لا يدخل في الخواطر والأوهام جل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك الأنام حروف بسم الله الرحمن الرحيم حدود عبد مولانا الإمام: كتابي إليكم معاشر الأخوان المستجيبين إلى دعوة مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد جل ذكره عن الصاحبة والولد العابدين له لا لغيره الناجين من شبكة إبليس اللعين والضد المهين وجواسيسه الملاعين وأنصاره الغاوين وحزبه الشياطين ليس لإبليس عليكم سلطان ولا لجنوده لديكم مكان ولا لزخرفة عندكم شأن بل أنتم الملائكة المقربون الذين ملكوا أنفسهم عن أفعال المشركين وأنتم حملة عرش مولانا جل ذكره والعرش ها هنا علمه الحقيقي الذي هو صعب مستصعب لا يحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن المولى قلبه بالإيمان له وجده سبحانه تعالى عما يصفون.
أما بعد فإني أحمد إليكم مولانا الذي لا مولى لنا سواه وآمركم وإياي بالشكر لنعمه وآلائه حمد من استوجب الزيادة في أولاه وأخراه وأوصيكم بما أيدني به مولانا جل ذكره وأمرني به من إسقاط ما لا يلزمكم اعتقاده وترك ما يضركم افتقاده من الأدوار الماضية الخامدة والشرائع الدارسة الجامدة وما منهم ناطق إلا وقد نسخ شريعة من كان قبله من المتقدمين ومحمد بن عبد الله الناطق السادس لما ظهر بالنطق نسخ الشرائع كلها وسد الطرق وقال فمن لم يترك ما كان عليه قديماً من دين آبائه وأجداده قتل وسمي كافراً ومن ترك الشريعة التي بيده ولم يلتفت إليها وقع عليه اسم الإسلام وكان في سلمه غير ملام وضمن لهم محمد الجنة على الدوام فبان للعاقل الشافي والمخلص الكافي أن الإشارة والمراد ها هنا في عبادة الموجود لا المعدم المفقود والإنسان ابن يومه وساعته وفي الوجود راحته وله عبادته وبه حياته وإليه إشارته ومولانا الحاكم البار العلام قد نسخ شريعة محمد بالكمال ظاهراً للمؤمنين ذوي الأفضال وباطناً للموحدين أولي الألباب وأما من نوره في قلبه زاهر وفي معاني أموره للخلق قاهر وغير منافق بالكفر شاهر لا يلتفت إلى اشتعال الناموس وعلوه