وقال: فيجب أن تبلغون الذين يقتضي لهم التبليغ بالصورة الحسنة والمناسبة وتبينون لهم أن ليس في هذه المادة غرض سوى المحافظة على الوحدة العثمانية المتكفلة بالسلامة والسعادة العمومية وأن تجري التدريسات الابتدائية بالألسن القومية وتساعد على الجمعيات الخيرية والعلمية وأن لا يتلقى أحد الممنوعية المذكورة في شكل العرض إلى الأقوام فالغلط النحوي في هذه الجملة وهو ما نسامح به لأنه بسيط لا يفسد اللغة بقدر ما تفسدها تلك الألفاظ المعسلطة والتراكيب الشائنة المغلطة مثل تبلغون الذين يقتضي لهم التبليغ بالصورة الحسنة والمناسبة ولو قال: تبلغون من يجب على ما يجب. لكان أخصر واسلم. ولو قال الكفيلة بالسلامة العامة والسعادة الشاملة لأجاد ولفظ التدريس لا يجمع على تدريسات ومن الألفاظ ما يستحب مفرده أكثر من جمعه ومنها ما يعذب جمعه أكثر من مفرده ولعل جميع تدريسات جمعت على مثال تحريرات وكم أدخلت التركية إلى العربية من هذه الجموع والألفاظ التي تجدها عربية الأصل ولكن أتى عليها شيء من العجمة ومنها ما نقل منه اللفظ عن أصله مثل التشكيل.
ومن سخيف اللفظ الممنوعية فإن المنع عربي في الأصل ولكن هذه الصيغة لم تعهد للعرب ولا لمن بعدهم وإنما جاءتنا في القرون المتأخرة ومثلها الممنونية ولا يقال أنا ممنون منك فالممنون المتطوع بل ممتن لك كما لا يقال المحظوظية والمسرورية والأمنية بمعنى الأمن والمقطوعية والمعلومية والمأذونية والمفهومية والانتقالية والفراغية وكل هذه الصيغ لا تجوز في لغة العرب دخلت عليها من التركية فاللحن كما قال عبد اللطيف البغدادي يتولد في الأمم والنواحي بحسب العادات والسير.
ومادام في العربية متسع عن هذه الألفاظ فالأحسن نبذها وكذلك يقال في التنسيقات والمأموريات فقد خطأوا من قال من المتكلمين هذه المحسوسات وقالوا صوابها المحسات لأنه يقالا أحسست الشيء بمعنى أدركته فأما المحسوس فهو المقتول من حسه إذا قتله ولو راجع من يمسكون القلم العربي ليكتبوا به الجرائد في معاجم اللغة مثل هذه الألفاظ ونظروا في أصولها لردوا أكثرها إلى الصحة من تلقاء أنفسهم.
وتقول: ينبغي إجراء التعقيبات المتمادية بوساطة مأمورين البلدية تحت نظارة الأطباء في المواقع المحررة آنفاً وتجري الفيران الميتة وألقاهن في الماء المغلي وإمساكهن بمللقاط