لها المكتبة الخديوية وها قد جاء دور يحق فيه للمصريين أن يستعيدوا سالف مكانتهم العلمية في العالم الإسلامي وبعد أن تكلم على ما أبرزته المطبعة الأميرية من مصنفات علماء العرب مثل كتاب الأغاني والعقد الفريد وتاريخ ابن خلدون وصحاح الجوهري وقاموس الفيروز آبادي وغيرها من المصنفات التي لها شأن حتى عند علماء المشرقيات من الإفرنج لفت أنظار الحكومة المصرية في عهد الخديوي عباس الثاني إلى إحياء ما خلفه لنا السلف الصالح وأورد ما وفق جمعه من مكاتب منوعة بواسطة التصوير الشمسي من الكتب الممتعة أو ما استنسخه أو ما عرف مكانه ككتاب نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الدين أحمد بن عبد الكريم النويري (ونويرة قرية بالقرب من بني سويف في صعيد مصر) وهو كتاب دائرة معارف في العلوم البشرية التي عرفت في عصره قسمه إلى خمسة أقسام وهي السماء والأرض وما فيها والإنسان وعالم الحيوان وعالم النبات (وفيه نبذة في الطب) والتاريخ وهو في 31 مجلداً انتهى قبيل سنة وفاة المؤلف سنة 733 هجرية.
وتكلم ما شاء بيانه على هذا السفر الممتع وما لقيه من العناء في جميع أجزائه المتفرقة ثم ذكر دائرة معارف أخرى لمؤلفها شهاب الدين أبي العباس أحمد ابن فضل الله العمري واسم كتابه مسالك الإبصار في ممالك الأمصار وهو في 32 مجلداً قسمه إلى قسمين الأرض والإنسان وهو دائرة معارف طبيعية جغرافية مع المصورات وتاريخية أدبية وسياسية وهذا المؤلف دمشقي وكان معاصراً للنويري.
والكتاب الثالث الذي لفت إليه الأنظار جوامع العلوم لفريعين تلميذ أبي زيد البلخي من أهل القرن الثالث عشر وهو مثل دائرة معارف أيضاً. والكتاب الرابع والخامس درر التيجان لأبي بكر بن عبد الله أيبك الداواداري وكنز الدرر وجامع العبر للمؤلف نفسه وهو تاريخ مهم فيه أمور لم تنتشر بالطبع عن دولة الفاطميين والأيوبيين والمماليك وحياة المصريين وغارات التتار وأخلاقهم وتقاليدهم وأساطيرهم وسبب زوال الخلافة العباسية وفيه ترجمة مطولة للسلطان الناصر قلاوون صاحب المعاهد الخيرية في مصر والشام وأحسن سلاطين المماليك وحامي الآداب والمعارف في عصره.
والكتاب السادس سيرة ابن السلطان جقمق لابن عرنشاه والكتاب السابع كتاب تجارب الأمم