فيها العذارى وفيها قد جعلن كوى ... مرقعات بأحداق من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجل ... أشهى من الناي والسنطير والوتر
ونحن فوق جياد الخيل نركضها ... شليلها زينة الأكفال والخصر
نطارد الوحش والغزلان فلحتها ... على البعاد وما تنجو من الضمر
نروح للحي ليلاً بعد ما نزلوا ... منازلاً ما بها لطخ من الوضر
ترابها المسك بل أنقى وجديها ... صوب الغمائم بالآصال والبكر
نلقى الخيام وقد صفت بها فغدت ... مثل السماء زمت بالأنجم الزهر
قال الأولى قد مضوا قولاً وصدفه ... نقل وعقل وما للحق من غير
الحسن يظهر في شيئين رونقه ... بيت من الشعر أو بيت من الشعر
أنعامنا أن أتت عند العشي تخل ... أصواتها كدوي الرعد بالسحر
سفائن البر بل أنحى لراكبها ... سفائن البحر كم فيها من الخطر
لنا المهارى وما للريم سرعتها ... بها وبالخيل نلنا كل مفتخر
فخيلنا دائماً للحرب مسرجة ... من استغاث بنا بشره بالظفر
نحن الملوك فلا تعدل بنا أحداً ... وأي عيش لمن قد بات في خفر
لا نحمل الضيم من جار فنتركه ... وأرضه وجميع العز في السفر
وإن أساء علينا الجار عشرته ... نبين عنه بلا ضر ولا ضرر
تبيت نار القرى تبدو لطارقنا ... فيها المداواة من جوع ومن خصر
عدونا ماله ملجأ ولا وزر ... وعندنا عاديات السبق والظفر
شرابنا من حليب لا يخالطه ... ماء وليس حليب النوق كالبقر
أموال أعدائنا في كل آونة ... نقضي بقسمتها بالعدل والقدر
ما في البداوة من عيب تذم به ... إلا المروءة والإحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية ... والعيب والداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى ... فنحن أطول خلق الله في العمر