وعن سنن الحضارة قد شحطنا ... فقطنا يا بني بغداد قطنا
إلى كم نحن في عيش القرود
ألم تك قبلنا الأجداد تبني ... بناءً للعلوم بكل فن
لماذا نحن يا أسرى التأَني ... أخذنا بالتقهقر والتدني
وصرنا عاجزين عن الصعود
كأن زحل يشاهد ما لدينا ... لذاك أحمر من حنق علينا
قال موجهاً لوماً إلينا ... لو أني مثلكم أمسيت هينا
إذاً لنضوت جلباب الوجود
وكنتم في الجهالة وهي تعشي ... وعشتم كالوحوش أخس عيش
أما فيكم فتى للعز يمشي ... تبارك من أدار بنات نعش
وصفدكم بأصفاد الركود
حكيتم في توقفكم جديَّا ... فصرتم كالسها شعباً خفيا
ألا تجرون في مجرى الثريا ... تؤم بدورها فلكاً قصيا
فنبرز منه في وضع جديد
حكومة شعبنا جارت وصارت ... علينا تستبد بما أشارت
فلا أحداً دعته ولا استشارت ... وكل حكومة ظلمت وجارت
فبشرها بتمزيق الحدود
حكومتنا تميل لباخسيها ... مجانبةً طريق مؤسسيها
فلا يغررك لين ملابسيها ... فهم كالنار تحرق لامسيها
وتحسن للنواظر من بعيد
لقد غص القصيم بكل نذل ... وأمسى من تخاصمهم بشغل
فريقاً خطتي غيّ وجهل ... كلا الخصمين ليس له بأهل
ولكن من لتنكيل المريد
إليهم أرسلت بغداد جندا ... ليهلك ثم عن عبث ويفدى
لقصد ابن الرشيد أضاع قصدا ... فلا يا ابن الرشيد بلغت رشدا