مجله المقتبس (صفحة 2189)

والصغير يسع ألفاً وخمسمائة وفيها مشهد ذو درجات على شكل نصف دائرة إنفيتياتر تقام فيه الألعاب ويتصارع فيه المصارعون. وفيها ثلاثة حمامات عامة (على الأقل) لأصغرها وهو الذي حفظ أكثر من غيره مقصورة للاستحمام وأخرى للحمام السخن وثالثة للبارد وصوان (محل الثياب) وليس في الدور غير أخونة ومقاعد وصناديق وسرر وشمعدانات وكثير من المصابيح إذ لم يكن القدماء يكثرون من الأثاث. أما الغرف فصغيرة ويجعلون الزينة كلها في قاعة الاستقبال الكبرى إلا أن مصايف أغنى أغنياء السكان مبلطة بالفسيفساء والجدران مغشاة بصور جميلة فيها مشاهد اساطير وتزيينات من أكاليل وأزهار أما الحوانيت فحالتها تشعر بضعف التجارة ولحوانيت باعة المشروبات إشارات مصورة وقد صورت في إحداها صورة باخوس (رب الكرمة) يعصر عنقوداً. وكتب على حانوت آخر: هنا فندق يؤجر غرفة ذات ثلاثة سرر وقد عثروا في تلك المدينة على مخبز فيه رحيان اداران باليد وعلى معمل لقصر الثياب ودكان حلاق وبيت جراح وأدواته من القلز (النحاس الأصفر) ومعمل نقش ودباغة.

المشاهد: كان للمشاهد في حياة هذا الشعب العطل من الأعمال في رومية شأن يصعب علينا تصوره فكانت المشاهد كما في يونان عبارة عن ألعاب أي حفلات دينية وتتعاقب المشاهد طول النهار وتعود من الأيام التالية مدة أسبوع على الأقل.

والمشهد عبارة عن موعد تتواعد عليه الأمة الحرة بأسرها وهناك كانت تقام المظاهرات ففي خلال الحروب المدنية سنة 196 أخذ المتفرجون بلسان واحد يهتفون: السلم والمشهد (الفرجة، كان يحسب ما تميل إليه النفوس في ذاك الزمن فقد مثل فيه ثلاثة أمبراطرة فمثل كاليجولا في هيئة حوذي ونيرون ممثلاً وكومود مصارعاً. وللمشاهد ثلاثة أضرب وهي المرزح أو المسرح (المرسح) والملعب وشكل نصف الدائرة (أنفيتياتر).

وكان المرزح على الأسلوب اليوناني والممثلون يمثلون وقد جعلوا أوجهاً مستعارة على وجوههم يشخصون قصصاً أخذوها من اللغة اليونانية. وقلما كان الرومان يقدرون مثل هذه الروايات قدرها لأنها تعلو من عقولهم وكانوا يؤثرون الروايات المضحكة الجافة المعروفة بالميم ولاسيما البانتوميم التي يشخصها المشخص دون أن يتكلم ويظهر عواطف الأشخاص الذين يمثلهم بحركاته وسكناته. تمتد بين أكمتين من جبل أفانتين وبالاتين ساحة السباق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015