الأيمن.
ولما عاد إلى غاليا ركب البحر مع فرقتين (55) واجتاز بحر المانش ونزل إلى بريطانيا (إنكلترا) ولما أنشأ في السنة التالية سفناً متسعة قليلاً لنقل الأثقال والخيول عاد إلى بريطانيا في جيش كبير واجتاز الغابات التي دافع عنها المحاربون البريطانيون حتى بلغ نهر التيمس (54).
قيام الغاليين: كان الأشراف في معظم الشعوب الغالية من أشياع رومية يقاتلون في الجيش الروماني على أنهم رديءٌ من الفرسان ويعاشرون الضباط الرومانيين وكان بعضهم من اصحاب قيصر إلا أن السواد الأعظم من تلك الأمم كانوا يتبرمون بأولئك الجنود الغرباء الذين يسيرون سير السادة فانشق بعض الزعماء من حزب الأشراف واتفقوا بينهم سراً على تهييج الشعب. وكان قيصر قد وزع جيشه على شعوب كثيرة لقضاء فصل الشتاء وذلك لأن القمح كان نادراً في تلك السنة فقرر زعماء الغاليين أن يغتنموا هذه الفرصة لمهاجمة الفرق المنعزلة وقطع مواصلاتهم فانتظروا ريثما يبتعد قيصر إلى ولاية سيزالبين حيث ذهب لقضاء الشتاء.
إلا أن شعب الكارلوت (شارتر) أبدى نواجذ العصيان قبل أن يتم ما دبروه مستشيطاً غضباً من ملكه الذي نصبه قيصر وحاكمه فحكم عليه بالإعدام وقتل. فبلغ قيصر هذا النبأ فاستعد للحرب ولما أزمعت الفرقة الرابطة في بلاد السامبر الخروج من معسكرها داهمها الأيبورون وذبحوها. ورأت فرقة رومانية أخرى أن تبقى في معسكرها فأحاط بها الغاليون فأسرع قيصر وتمكن من إنقاذها وعند ذلك استراحت الجنود الرمانية إلى آخر الشتاء.
ولما طلع الربيع أبى عدة شعوب غالية من الشمال أن يبعثوا وفودهم إلى قيصر فجمع جيشه برمته وسحقهم واحداً بعد واحد فانتقم من الأيبوريون بتخريب زروعهم وحرق قراهم وبح السكان وطارد المنهزمين إلى غابات آردن وما جاء الخريف إلا وقد خضعت غاليا الشمالية بأسرها.
الفارس فرسنجتوريكس: أجمع شعوب أواسط البلاد في خلال الشتاء أمرهم بينهم على العصيان ثانية وبدأ الكارنتيون أولاً فداهموا مدينة سنابوم على نهر اللوار فقتلوا فيها تجار الطليان كافة. وفي هذه المرة تسلح عامة الشعوب النازلين بين نهر السين والغارون لقتال