وليس يدري ما في الزجاجة من ... بول المريض ولو تمضمض به
وأعجب الأمر أخذه ابداً ... أجرة قتل المريض من عصبه
دعوا ابن جميع وبهتانه ... ودعواه في الطب والهندسه
فما هو إلا رقيع أتى ... وإن حل في بلد أنحسه
وقد جعل الشرب من شأنه ... ولكن كما تشرب النرجسه
وقال:
كذبت وصحفت فيما ادعيت ... وقلت أبوك جميع اليهودي
وليس جميع اليهودي أباك ... ولكن أبوك جميع اليهود
ولما كانت العدواة في الأهل وفي أرباب الحرفة الواحدة فقد هجاه يهودي تجمعه وابن جميع رابطة الفضل والعلم والدين وهو موفق الدين ابن سوعة الإسرائيلي المصري قال:
يا أيها المدعي طباً وهندسة ... أوضحت يا ابن الجميع واضح الزور
إن كنت بالطب ذا علم فلم عجزت ... قواك عن طب داءٍ فيك مستور
وبقية الأبيات لا أستطيع إيرادها في هذا المقام ولا في غيره. ولكن هذه الخبائث الشعرية لم تمنع أفاضل المسلمين من مدح ابن جميع والاعتراف بحقه والتنويه بذكره حتى أنه لما مات رثاه الشيخ يوسف بن هبة الله بن مسلم بقصيدة غراء في ستة وثلاثين بيت أولها:
أعيني بما تحوي من الدمع فاسجمي ... وإن نفدت منك الدموع فبالدم
فحق بمن تذري على فقد سيد ... فقد نابه فضل العلا والتكرم
ومنها:
وأنجد من يممته لملمة ... وأنجد من أملته لتألم
ولو كان يفدى من حمام فديته ... بنفسٍ متى تقدم على الموت تقرم
ومنها:
فقل معلناً الشامتين بموته ... ذروا الجهل إن الجهل منكم بمأتم
ومنها
أما عجب إذ غاله الحتف رامياً ... وقد كان أرمى الخطوب بأسهم
فويح المنايا ما درت كنه حادث ... رمت سيداً يحيا به كل منعم