الأدب حتى إذا كانت سنة 1739 أنشأ هؤلاء العلماء في استوكهلم جمعية صغرى غايتها البحث في المباحث العلمية وتعميمها ثم انتظموا في شكل مجمع علمي يجتمع في أوقات معلومة ولا يكتفي بالمحاضرات فنجح في شؤونه ونشر كما تنشر المجامع العلمية خلاصة بأعماله ونمي خبره إلى فريدريك الرابع ملك السويد فجعله تحت حمايته ودعاه مجلس العلوم الإمبراطوري في السويد وإذ لم يغدق الملك على هذا المجمع شيئاً من مال الحكومة بقي حراً في حكم نفسه بنفسه وإدارة شؤونه مستقلاً عن الحكومة وهو الآن يتناول وارداته من الوصايا وممن يحسنون عليه بالأموال ويمنحونه المنح من أهل الخير. ويتعاقب الأعضاء المقيمون في استوكهلم رئاسة المجمع كل ثلاثة أشهر وأعضاؤه من السويديين وغيرهم من الأجانب. وكان هذا المجمع ينقسم سنة 1799 إلى سبعة أقسام وهي الاقتصاد السياسي والزراعي والتجارة والصنائع الميكانيكية والطبيعية والتاريخ الطبيعي والوطني والطبيعة والتاريخ الطبيعي الأجنبي والعلوم الرياضية والطب والأدب والتاريخ واللغات.
وفي أوبسال أحد مدن السويد مجمع اسمع مجمع العلوم الإمبراطوري أسس سنة 1710 ولكنه لم يعترف به رسمياً إلا سنة 1728 وكانت كيفية إنشائه غريبة وذلك أن طاعوناً جارفاً انتشر في أوبسال سنة 1710 فانفض طلاب مدرستها الجامعة وانقطعت ألسنالمدرسين عن التدريس وخلت المنابر من أصوات الخطباء وساد الهلع والقلق في أربجاء البلاد فرأى أحد علماءها المدعو أريك برزيلوس خازن كتب الكلية وهو مؤرخ وفقيه مشهور في قومه أن يجتمع أساتذة الكلية في المدرسة مرة في الأسبوع في قاعة المكتبة ليقضوا الوقت في المحاورات الودية ويخوضوا في الموضوعات الأدبية ويطردوا عنهم كما قالوا شيطان الهموم ويقضوا الوقت بلا ملل فاجتمعوا لأول مرة وسموا مجمعهم مجمع الفضوليين وكان هذا الاجتماع أساس المجمع العلمي الحالي. ثم غيروا اسمه وأخذ بفضل أعضائه ينشر كسائر المجامع مذكراته وأعماله ورسائله ولكن باللغة اللاتينية أولاً وما برحت تصدر مذكراتهم باللاتينية إلى اليوم وإن كان معظم الأعضاء يكتبون مقالاتهم بالألمانية أو بالإنكليزية أو بالإفرنسية.
وفي بلاد النروج مجامع علمية وإن لم تكن في الغاية بموقعها فهي مفيدة وحرية بأن يشار إليها. ففي كرستيانيا مجمع أسس سنة 1857 ومثله في دورنتيم أسس سنة 1760 يعنى