ومما نقله عنه أنه ساير يوماً مروان بن محمد على دابة قد طالت مدتها في ملكه فقال له مروان: قد طالت صحبة هذه الدابة لك فقال: يا أمير المؤمنين إن من بركة الدابة طول صحبتها وقلة علفها فقال له: فكيف سيرها: فقال: همها أمامها وسوطها عنانها وما ضربت قط إلا ظلماً.
ولعبد الحميد كصديقه وضريعه عبد الله بن المقفع شعر نادر فمنه:
كفى حزناً إني أرى من أحبه ... قريباً ولا غير العيون تترجم
فأقسم لو أبصرتنا حين نلتقي ... ونحن سكوت خلتنا نتكلم
هذا ما وصلنا من أخبار هذين الإمامين ونحن نعلم أن ترجمتهما على ما أثبتناها هنا ليست مستوفاة من عامة وجوهها ولكن تلاوة كلامهما أحسن مترجم عنهما إذ كلام المرء قطعة من عقله.