من اليونانيين يؤجرون انفسم اجناداً فدعا كيكاوس عشرة آلاف رجل منهم حتى أن أحدهم كسينوفون كتب يصف حملتهم. فاجتازوا بلاد اسيا إلى حدود الفرات بدون أن يقف احد في وجوههم ثم اقتتلوا بالقرب من بابل. وأخذ اليونان جريا على عادتهم يعدون مسرعين وهم يصرخون صريخ الحرب وقبل أن يكون البرابرة على قيد غلوة بادروا إلى الهزيمة فلحقهم اليونان وهم يتصارخون أن لايفارق أحدهم صاحبه. ولما أنتهت إليهم مركبات الحرب فتحوا صفوفهم ليتركوا لهم سبيلاً إلى المرور ولم يصب يوناني بادنى ضرب ماخلا وأحداً جرح بسهم.
جرح كيكاوس وتشتت جيشه بدون أن يقاتل وظل العشرة آلاف يوناني وحدهم في داخلية بلاد محاربة أمام جيش عظيم ومع هذا لم يجسر الفرس ايضا على مهاجمتهم ولكنهم غدروا فقتلوا خمسة قواد لهم وعشرين ضأبطأ ومائتي جندي جاؤا لعقد محالفة. ولا أصبح أولئك المستأجرون من الجند بلا قواد وضباط انتخبوا زعماء جدداً وحرقوا خيامهم ومركباتهم وركنوا إلى الفرار ودخلوا في جبال ارمينية الوعرة وعلى مانالهم من جوع وكثرة الثلوج وسهام القبائل الوطنية التي لم ترض أن تفسح لهم مجالاً للمرور وصلوا إلى البحر الاسود ورجعوا إلى الأرض يونان بعد أن قطعوا مملكة فارس وبقي منهم عند عودتهم سنة 399 8000 جندي.
اجازيلا_وبعد ثلاث سنين دأهم اجازيلا ملك اسبارطة في جيش صغير بلاد آسيا الوسطى وليديا وفريجيا المشهورة بغناها وخصبها وقاتل الولاة والعمال وراح يدخل إلى اسيا ولكن الاسبارطيين ارجعوه ليقاتل جيوش التيبيين والأثينيين. وكان اجازيلا أول يوناني قام في ذهنه أن يفتح بلاد فارس فحزن أن راى اليونانيين بقتل بعضهم بعضاً ولما اختبروه بماتم لغلبة كونت قائلين له أنه هلك فبها ثمانية من الاسبارطيين فقط وعشرة الاف من العدو لم يفرح بهذا النصر بل تنفس الصعداء وقال: مسكينة انت يا بلاد اليونأن التعيسة لقد اضعت رجالك وكان لك فيهم وحدهم غناءٌ في اخضاع عامة البربر.
وإلى ذات يوم أن يخرب مملكة يونانية قائلاً: إذا ابدنا جميع اليونأن الذين لايقومون بواجبهم فأين نجد رجالاً للتغلب على البرابرة؟ وهذا الشعور كان قليلاً على عهده. قال مترجمه كسينوفون عندما أورد هذه الكلمات لاجازيلا هاتفاً من كان غيره يرى من المصيبة