مجله المقتبس (صفحة 1275)

مجموعين من آفاق مختلفة - دائبين امتصاص دم القطر المصري وعاملين على جعل مصر العلمية ذات المجد القديم كالجثة المصبرة لا حركة فيها ولا حس وكان هذا شأنهم في الاقاليم الخصبة يومئذ في الجهات الشمالية من أفريقيا التي انتزعوها من ايدي الفنداليين.

كتاب الحيوان

لا مجال هنا للكلام على هذا الكتاب الجليل الذي احياه بالطبع محمد أفندي الساسي المغربي كما احيا كثيراً من كتب مؤلفه الجاحظ والمدونة للأمام مالك وغير ذلك بعد أن تكلمنا في المجد الأول في فضل الجاحظ ومزية كتبه بما لا نرى الأن في اعادته كبير أمر أما الأن فنزف البشري إلى عشاق العلم والأدب أن قد تم الجزء الخامس والسادس والسابع من كتاب الحيوان وبه تم هذا السفر البديع الذي لم ينسج كاتب على منواله ولا سمحت قريحة بمثاله فتمت بذلك فائدة جعبة علم وأدب بل خزانة كلها منافع حيثما قلبت طرفك منها تسقط على ما تقر به عينك وتشرح به صدرك وتحلي به عقلك وها نحن أولاء ننقل هنا للتسلية فائدة تأخذها بالعرض من ألوف الفوائد في اسماء لعب الاعراب قال الجاحظ: النقيرا وعظيم وضاح والخطوة والدارة والشحمة ولعبة الضب فالنقيرا أن يجمع يديه على التراب في الأرض إلى اسفله ثم يقول لصاحبه اشته في نفسك فيصيب ويخطئ. وعظيم وضاح أن تأخذ بالليل عظماً أبيض ثم يرمي به واحد من الفريقين فإن وجده واحد من الفريقين ركب أصحابه الفريق الآخر من الموضع الذي يجدونه فيه إلى الموضع الذي رموا به. والخطوة أن يعلموا مخراقاَ ثم يرمي واحد منهم من خلفه إلى الفريق الآخر فإن عجزوا عن أخذه رموا به إليهم فإن أخذوه ركبوهم.

والدارة هي التي يقال لها الخراج. والشحمة أن يمضي واحد من أحد الفريقين بغلام فيتنحون ناحية ثم يقلبون ويستقبلهم الآخرون فإن منعوا الغلام حتى يصيروا إلى الموضع الآخر فقد غلبوهم عليه ويدفع الغلام إليهم وإن هم لم يمنعوه ركبوهم وهذا يكون كله في الليالي الصيف عن غب ربيع مخصب. ولعبة الضب أن يصوروا الضب في الأرض ثم يحول واحد من الفريقين وجهه ثم يضع بعضهم يده على شيئ من الضب فيقول الذي يحول وجهه انف الضب او عين الضب او ذيب الضب او كذا وكذا من الض على الولاء فإن أخطأ ما وضع عليه يده ركب وركب أصحابه وإن أصاب حول وجهه الذي كان وضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015