مجله المقتبس (صفحة 1172)

قال صاحب الدول: خلف الملك الأفضل ستمائة ألف ألف ديناراً عيناً ومائتين وخمسين اردباً دراهم نقد مصر وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج أطلس وثلاثين راحلة إحقاق ذهب عراقي ودواة ذهب فيها جوهر قيمته اثنا عشر ألف دينار ومائة مسمار من ذهب وزن كل مسمار مائة مثقال في عشرة مسامير على كل مسمار منديل مسرود مذهب بلون من الألوان ايما احب منهالبسه وخمسمائة صندوق كسوة لخاصته من دق تنيس ودمياط وخلف من الخيل والرقيق والبغال والمراكب والطيب والحلي والتجمل مالا يعلم قدرة إلا الله تعالى وخلف خارجاً عن ذلك من البقر والغنم والجواميس ما يستحي الإنسان من ذكر عدده وبلغ ضمان البانها في سنة وفاته ثلاثين ألف دينار ووجد في تركته صندوقان كبيران فيهما ابر ذهب برسم الجواري والنساء.

ذكر الطبري في سنة ثلاث عشرة ومائتين أن المأمون ولي أخاه المعتصم الشام ومصر وابنه العباس بن المأمون الجزيرة والثغور والعواصم وأعطى كل واحد منهما ومن عبد الله بن طاهر الخمسمائة ألف دينار وقيل إنه لم يفرق في يوم واحد من المال مثل ذلك.

وكان أبو محمد عبد الله بن احمد الطالبي المصري صاحب رباع وضياع ويغم ظاهرة وعبيد وحاشية كثير التنعم كان بدهليزيه رجل يكسر اللوز كل يوم من أول النهار إلى أخره برسم الحلوى التي ينفذها لأهل مصر من الأستاذ كافور الاخشيدي إلى من دونه فمن المناس من كان يرسل له الحلوى كل يوم ومنهم لك جمعة ومنهما كل شهر وكان يرسل إلى كافور في كل يومين جامين حلوى ورغيفاً في منديل مختوم قال ابن خالكان: ودفع أبو محمد عبد الله ين عبد الحكم والد أبي عبد الله محمد صاحب الأمام الشافعي لهذا الإلمام عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله وأخذ له من ابن عسامة التاجر ألف دينار ومن رجلين آخرين ألف دينار وكان أبو محمد من ذوي الأموال والرباع وله جاه عظيم وقدر كبير.

هذه أمثلة مما عثرنا عليه تصور للقارئ حالة الثروة عند العرب بعد التثوير والله اعلم بالصواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015