من الشمس والأمطار كانت صيانة ... تجير نواديهم نزول الغوائل
ألسنا بني السلوى مع المن والذي ... لهم فجر الصوان عذب المنأهل
على عدد الأسباط تجري عيونها ... فراتاً زلالا طعمه غير حائل
وقد مكثوا في البر عمراً مجدداً ... يغديهم العالي بخير المآكل
فلم يبل ثوب من لباس عليهم ... ولم يحوجوا للنعل كل المنازل
وأرسل نوراً كالعمود أمامهم ... ينير الدجى كالصبح غير مزايل
ألسنا بني الطور المقدس والذي ... تدخدخ للجبار يوم الزلازل
ومن هيبته الرحمان دك تذللاً ... فشرفه الباري على كل طائل
وناجي عليه عبده وكليمه ... فقد سنا للرب يوم التبأهل آه
فمن قابل بين هذه الراوية الروايتين الأوليين اللتين يحكم أن أصبح من تينك. وأن هذه نقلت عن أصل أصدق رواية من النسختين اللتين أخذت عنهما الروايتأن الإفرنجية والموصلية. يظهر ذلك من مقابلة بعض الألفاظ مثلاً قد ورد في القصيدتين الأوليين هذا البيت:
فهذا خليل صير الناس حوله ... رياحين جنات الغصون الذوابل
فهذا لا معنى له وهو محرف والأصح ما في نسختنا أيصير النار حوله وورد أيضاً في النسختين: بتعبير تدبير لحل المشاكل والتدبير لا يعبر وإنما تعبر الرؤى والأحلام ومنه ما أنشده المبرد في الكامل لبعض الأعراب:
رأيت رؤيا ثم عبرتها ... وكنت للأحلام عبارا
وعليه فإن روايتنا أصح أيضاً في هذا البيت وقول النسختين:
ومن الشمس والأمطار كانت صيانة ... تجيز عسا كرهم لهوف الغوائل
فهذا مكسور البيت فضلاً عن اضطراب معناه في قولهلهوف الغوائل والأصح ما جاء في روايتنا تجيز (بالراء المهملة) نواديهم نزول الغوائل لأن الغوائل تنزل بالمرء وبهذا المبنى والمعنى ورد أغلب كلام العرب كما هو مشهور وجاء في النسختين:
وأرسل نوراً كالعمود أمامهم ... ينير الرجا كالصبح لا غير مزائل
فهذا البيت لا يخلو من المعنى. لكن من لا يرى أن هذا البيت مصحف الرواية وأن