ونال من بروسيا الإذن بزيادة الجيش فافتتح مكماهون باريس بعد حرب شهر ونصف آخر وحصار أسبوع كامل. ثم أن مسيو تيارس تمكن بحكمتهِ وجدّه وتعويل الدول عليهِ من تجديد قوة أدبية لفرنسا على أثر حطمتها الهائلة وبعث المتموّلين على تأدية أموال الغرامة الباهظة. وفي 12 ىب سنة 1871 انتخب رئيساً على الجمهورية وتأتي لهُ بعد ذلك عقد مقاولات جديدة مع ألمانيا لتقريب آجال الغرامة الحربية وخروج جنود ألمانيا من فرنسا وفي 5 آذار سنة 1873 أعلن للمجلس , والناس يغبرون مهللين مصفقين بالأيدي , أن خامس أيلول عامئذٍ هو موعد خروج آخر جندي ألماني من أرض الجمهورية. فقرَّرت ندوتا النواب والشيوخ أن المسيو تيارس قد استحق معرفة جميل الوطن. . . بيدَ أنهُ لم يستطع طول المكث والاستمرار في منصبه , إذ كان معظم النواب ضد الجمهورية؛ وبدا له عندئذٍ , فهوَّل على الهيئة النيابية بالاستقالة , فأقيل في الـ 23 من أيار سنة 1873 , وأديل منهُ

الماريشال دي مكماهون رئيساً للجمهورية. فاعتزل تيارس مظاهر السياسة , إلاّ أنهُ بقي رئيساً فخريّاً لحزب الجمهورية ولمناوئي حكومة الماريشال وفي 30 كانون الثاني سنة 1876 انتخب عضواً لمجلس الشيوخ نائباً عن ولاية بلفور. وفي خلال سنة 1877 توفي في مدينة سان جرمان وقد تجاوز الثمانين سنة من عنره فأقام له الفرنساويون مأتماً عظيماً يندر مثله. ومن آثاره الجليلة عدَّة تأليف نخصّ منها بالذكر تاريخ لأس وأعماله المالية , طُبع في سنة 1826 و 1858 , وحقوق التملك طبع في سنة 1848 ومذهب الاشتراكيين سنة 1849 والقديسة هيلانة سنة 1862 وهي جزيرة منفى نابوليون الأول , وواترلو آخر مواقع نابوليون الأول سنة 1863. وأشهر مؤلفاتهِ كلها التأليفان اللذان ذكرناهما أولاً في سياق ترجمته , وهما تاريخ الثورة , وتاريخ الحكومة القنصلية والإمبراطورية. وقد ختم الموسيو تيارس هذا التأليف الأخير بوضع مقابلة أو موازنة بين أعظم مشاهير الرجال - يريد بهم أشهر من جاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015