هذه الحركة اتسع نطاقها وأخذت حكومات عديدة ترغم اليهود على الجلاء عن بلادها فزاد تشبثهم بإيجاد ذيَّاك الوطن المنتظر لجمع شملهم وتحريرهم من عبودية الحكومات المتفننة في إيذائهم. ونشر المسيو هرتسل العالِم الإسرائيلي النمسوي في سنة 1895 كتابه اليودنستات (0الوطن اليهودي وقال فيه: إن الانتيسيمتزم خطر لا يُهدّد اليهود فقط بل العالَم بأسره , ولا يمكن اجتنابه لأن اليهود شعب يتعذَّر امتزاجه بمن حواليه في الحياة الاجتماعية؛ فلا بدَّ من تملكهم متسعاً من الكرة الأرضية يكفيهم لأن يجتمعوا فيه ويقيموا لهم وطناً خاصاً بهم ثم اقترح تشكيل لجنة تقوم بالأعمال الأولية العلمية والسياسية وشركة أللاستعمار يكون رأس مالها خمسين مليون جنيه انكليزي لامتلاك الأرجنتين أو فلسطين وإدخال اليهود إليها بطريقة منظمة. فتقبَّل اليهود وجمعياتهم رأيه بالرضي والارتياح وعينوه رئيساً للجمعيات التي اشتركت في تنفيذ اقتراحه فدعاها إلى مؤتمر عام عقدوه في مدينة باسّل وحضره 204 أعضاء يمثل بعضهم جمعيات مختلفة وقرروا فيه ترويج تعليم اللغة العبرانية وإنشاء لجنة خصوصية للآداب اليهودية وتأسيس صندوق مالي للإعانة وتأليف جمعية عاملة تنفذ اقتراحات المؤتمر فألِّفتْ هذه الجمعية واشتغلت بطبع خطب هرتسل وماكس نوردو وأعدَّت ما يلزم لتأليف نقابة استعمارية إسرائيلية. وانعقد المؤتمر الثاني في أغسطس سنة 1898 بمدينة وقرر تأليف النقابة وجعل اللسان العبراني لغة قوم موسى وتربية الإسرائيليين