تخيلات يٌقصد بها التأثير على طبع المرأة الفطري لجعلها وفية ولو خانها الرجل , ولكن عبثاً يتعب هؤلاء القصاصون. لقد أطلتُ القول وأنتِ تنتظرين أن تعرفي كيف صارت هذه المقاطعة. نعم , وإليك البيان: تعلمين أنا كنا نتقابل ونتكاتب , فزرتها يوماً فوجدتها غائبة عن منزلها , فكتبتُ إليها فلم آخذ جواباً ,

فكتبت ثانية فجاءَني منها الكتاب الآتي نصهُ:

10 ابريل حضرة الفاضل الكريم المحترم

تشرفت بكتابيك الأول والثاني , المؤرخين في 7و9 الجاري , وها أنا أجاوب حضرتك عليهما معاً , فأقول: لقد رأيت بعد التفكر الطويل أن علاقتنا القديمة لا حاجة إليها ولا فائدة منها؛ ولذا أرجوك أن تعذرني على عدم تمكني في المستقبل من مكاتبتك ومقابلتك , بيدَ أني أبقى ذاكرة على الدوام مكارم أخلاقك وحسن شمائلك؛ ولا أزال اعتبر نفسي الصديقة المخلصة.

أمينة

دهشت من هذا الكتاب , ولم أفهم ما أقرأ لأول وهلة , فكررتُ القراءة على مهل , ويداي ترتجفان , وعيناي تحدقان في هذه الحروف المرسومة , لعلي استنتج من أشكال رقمها حالة الانفعال النفسائي التي كانت أمينة عليها عند كتابتها؛ فوجدتها متناسقة جميلة , على أحسن ترتيب , مما يدلُّ على أن الكاتبة كانت على أتمّ ما يكون من الرواق والارتياح؛ وجعلت أفسر هذا الكتاب الوجيز كما يفسرون طلمساً مبهماً , فأخذ تفسيره عندي ما لو كتب لملأ مجلداً.

صرت بعد العزيز والحبيب حضرة الفاضل الكريم المحترم

نعم ما دام أن قلبها قد انقلب , فقد صار حبنا لا حاجة إليه ولا فائدة منه. على أنهُ قد كان ذا فائدة , وإليه حاجة فيما مضى , قد كان الدم الذي بهِ تحيا.

والمرء يحب الذكرى اللذيذة؛ فأخذت مجموعة رسائل أمينة وجعلت أقلب في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015