التالية الخراب والدمار. ولكن الملك لويس فيليب أعاد لفرسيال سنة 1837 رونقها وبهاءَها بإقامة متحفٍ فيها جامع لكل آثار فرنسا المجيدة؛ على أنه أبى أن يسكنها كما أبى ذلك أيضاً نابوليون الثالث بعد تبوّئهِ عرش الإمبراطورية , كأن ذكرى ما حلَّ بلويس السادس عشر ظلت تخيف الرؤوس المتوّجة فلم يؤمن رأس منها أن يستظلَّ سماء ذلك المكانز وفي الحرب السبعينية احتلت جيوش بروسيا مدينة فرسيال , وظلَّ معسكرهم العام فيها من 18 سبتمبر سنة 1870 إلى 7 مارس سنة 1871 وفي القصر الذي بناه لويس الرابع عشر ملك فرنسا الأكبر , نودي بغليوم الأول ملك بروسيا إمبراطوراً على ألمانيا. وبعد جلاء الجيش الألماني عن أرض فرنسا قامت في البلاد حرب أهلية , فتألفت حكومة لمقاومة الثورة وجعلت مركزها فرسيال. وفي 5 مايو سنة 1889 أقيمت في فرسيال احتفالات باهرة بمناسبة التذكار المئوي للثورة الفرنسوية الكبرى. وفي 18 أكتوبر سنة 1896
استقبلت حكومة فرنسا إمبراطوراً وإمبراطورة روسيا استقبالاً رسميّاً.
أما القصر القائم في مدينة فرسيال والمعروف باسمها فهو من أفخم آثار فرنسا وأجملها. فهو فخمٌ جميلٌ بنفسه , فخمٌ جميلٌ بما جرى فيه من الحوادث , فخمٌ جميلٌ بما يضمّ الآن من الآثار النفسية وطرَف الفنون والصنائع التي يندر أن يوجد لها مثيل.