قالت: (بل هو)
قال: (هو؟)
قالت: (نعم، ألا تعرفه؟ الخطيب! واتهمني بالسكر أيضا)
قال: (اتهمك أنت؟ ولكنك لم تذوقي شرابا سوى الماء. أنا الذي شربت بيرة)
قالت: (ولا أنت - فاهم؟)
قال مستغربا: (ولا أنا؟ ولكني شربت بيرة - ولم لا أشرب؟ وماذا يدعوني أن أقول غير الحق؟)
فهزت كتفيها وقالت: (كما تشاء! ولكني أنذرك إذا اعترفت)
فسألها متعجبا: (تنذرينني؟ لست فاهما؟)
قالت: (يا صاحبي، لا أستطيع أن أتزوج سكيرا - أنا هكذا - من الطراز القديم المحافظ)
فانتفض واقفا وصاح: (ماذا تقولين؟)
قالت بضحك: (أليس كلامي مفهوما؟)
قال: (ولكنك مخطوبة. . . .؟)
قالت: (كنت مخطوبة. . . أما بعد أن كشفت لي عن حبك المكتوم، فقد اغتنمت الفرصة وقذفت بالشبكة في وجهه)
قال: (ولكني فقير. . . .)
قالت: (وأنا أحب الفقر. . . ليس أمتع منه، لا تخف أن أجيء إليك بغناي الثقيل المنفر. . . والآن ألا تقبلني؟)
فدنا منها وهو يقول: (لم ألثم شفتيك منذ. . . .)
فقالت: (منذ يناير سنة 1927. . . دونت ذلك في مذكراتي. . . (اليوم لثم ثفتي. . . . . .)
إبراهيم عبد القادر المازني