مجله الرساله (صفحة 8664)

أبو العباس أحمد المقّري

1041هـ - 1631م

بقلم عبد الهادي الشرايبي

تتمة

هذا ولا نثني عنان القلم دون أن نشير إلى تلك القصة الشعرية استعراضية لحوادث الدهر وأيام الأول، وهي طويلة نجتزئ منها ببعض فقرات يقول في فاتحها:

سبحانَ مَن قَسّمَ الحظو ... ظ فلا عتابَ ولا ملامه

أعمى وأعشى ثمَّ ذو ... بَصَر، وزرقاءُ اليمامه

ومسدد، أو جائر ... أو حائر يشكو ظلامه

لولا استقامة مِن هدا ... هـ لما تَبَيَّنت العلامه

. . . فالعَيش في الدنيا الدنيّة ... غير مَرجو الإدامه

مَن أرضعَته ثَديَها ... في سرعَة تبدي فطامه

مَن عزَّ جانبِهِ بها ... تنوي على الفورِ اهتضامه

وإذا نظَرت فأين مَن ... منعَته أو منحَت مرامه

أينَ الذين قلوبهم ... كانت بها ذاتَ استهامه

أينَ الذين تفيئوا ... ظلّ السيادَةِ والزعامه

أينَ الملوكِ ذو الريا ... سةِ والسياسةِ والصرامه

أم أينَ عنترة الشجاع ... وذو الجدا كعب بن منامه

والزاعِمونَ بجهلِهِم ... أنّ القبورَ صَدى وهَامه

والمكثِرونَ مِنَ المجو ... نِ إذا شَكا الفِكرُ اغتمامه

أينَ الغَريض ' ومعبد ... أو أشعب وأبو دلامه

أينَ الألى هاموا بسعدي ... أو بثينَة أو أمامه

وبَكوا لفرط جواهم ... والليلُ قَد أرخى ظَلامه

وتَتَبّعوا آثارَ مَن ... عَشَقوا بِنَجدٍ أو تهامه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015