مجله الرساله (صفحة 8188)

في الأدب الفرنسي المعاصر

رومان رولان

بقلم علي كامل

تتمة

في (النهار الجديد) (1912) وهو آخر جزء من قصة (جان كرستوف) كتب رومان رولان يقول: (إن أوربا الآن توحي للناظر كأنها في ليلة حرب). كتب ذلك قبل أن تعلن الحرب بعامين. وعندما اندلعت الحرب الشرارة الأولى عام 1914 كان رومان رولان في سويسرا. فكان بعده عن وطنه مساعداً له على أن يكون حر الرأي بعيداً عن التأثر بضروب الدعاية المختلفة التي كان يصيح بها ساسة الدول المتحاربة - ومنها فرنسا - تبريراً للحرب وحثاً للناس على خوض غمار القتال (كإنقاذ المدنية) أو (الحرب من اجل السلام الخالد) إلى غير ذلك من الأقوال

ومنذ التاسع والعشرين من أغسطس عام 1914 شرع رومان رولان يكتب سلسلة مقالات في (جريدة جنيف) بدأها بخطاب مفتوح إلى الكاتب الألماني هويتمان مستنكراً الوحشية الألمانية التي أحرقت بلدة (لوفان) البلجيكية. وقال فيه: (كثير منكم أن يبدو ذلك العنف الذي تعاملون به هذه الأمة الكبيرة النفس - يقصد بلجيكا - التي لا ذنب لها إلا الاستماتة في الدفاع عن استقلالها وعن الحق كما فعلتم أنتم الألمان عام 1813. . .! احتفظوا بهذه القسوة لنا نحن الفرنسيين أعداءكم الحقيقيين. أما أن تتحمسوا ضد ضحاياكم، ضد ذلك الشعب البلجيكي الصغير السيئ الحظ البريء. فيا له من عار!) ثم يقول: (ولم تكتفوا بان تأخذوا البلجيك الحية، فأعلنتم الحرب على الأموات، على مجد القرون، فأمطرتم (مالين) بالقنابل وأحرقتم (روبان)، وأصبحت لوفان تلاً من الرماد، لوفان بكنوزها الفنية وعلمها، لوفان المدينة المقدسة. . . . هل تحاربون الجيوش أم الفكر الإنساني؟ اقتلوا الرجال لكن احترموا الأعمال الفنية، إنها تركة الجنس البشري الذي أنتم منه والذي نحن جميعاً الأمناء عليه. إنكم حين تحطمونه كما تفعلون الآن تثبتون أنكم غير جديرين بذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015