مجله الرساله (صفحة 7054)

قالت: (كلا. للحديقة صاحبها. ولك الدنيا، أما أنا فذاهبة)

قلت: (ذاهبة؟ أين؟)

قالت: غدا - أو بعد غد - يرحل أبي، وأنا معه، فما بقي ما يستوجب مقامنا)

فدنوت منها ووضعت يدي على كتفها وسألتها:

(أنت أو عزت إليه؟)

قالت، وهي مطرقة: (نعم. والآن أستودعك الله!)

فتعلقت بها فلم يجدني ذلك وقالت:

(أنا بنت الصحراء، وأنت ابن المدينة. . . لست لي، ولست لك. . . . وقد تركت لك الحديقة. . . لتذكرني بها)

وكان هذا آخر عهدي بها. . .

ولكني لم أطق هذه الذكرى، ولم أعد أحتمل أن أرى الحديقة أو البئر التي حفرتها، فتركت ذلك كله وانتقلت الى بيت آخر. . . بعيد. . . . بعيد جداً، ولا حديقة له

إبراهيم عبد القادر المازني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015