أم أصدقك. . . إنه بيت لا يليق بك. . . إنه. . . إنه قبر. . . خراب. . . . دعينا منه فما نت أتصور أن ترضي عنه. . . . .)
قالت: (وبعد؟)
قال: (نتكلم في شيء آخر. . . إنه لا أكثر من المواضيع الصالحة للكلام. . . مثلاً شعرك، إنه ذهبي جميل، وأنا أحب الشعر الذهبي، يفتنني، يدير راسي، ولو استطعت لجمعته كما تجمع طوابع البريد، وقطع الخزف الثمين، والسجاجيد الفاخرة. . . وهناك أيضاً موضوع آخر. . . عيناك. . . إنهما نجمان متألقان. . .)
فصاحت به: (حسبك. وادخر بلاغتك لمن عو أحق بها، أعني لمن له أذنان تصغيان فاني ماضية)
فقال: (وتتركيني؟)
قالن: (آسفة)
قال: (ألا تفرين؟ في أنا على الأقل!)
قالت: (سأفكر فيك طويلاً)
فقال بلهجة الظافر: (كنت أعلم ذلك)
قالت: (إيه؟ 9
قال: (كنت واثقاً أنك رقية القلب)
قالك: لا لا. . . إنما أعني أني سأفكر في جرأتك. . . واسمح لي أن أقول: وفي وقاحتك)
فلم ينهزم وقال: (هذا ذنبك)
قالت مستغربة: (ذنبي)
قال: (على التحقيق: إنك جميلة، فلماذا أنت جميبة؟ هذا عذري!)
قالت: (آه!) وهمت أن تمضي عنه
فقال: (وشيء آخر. . . يجب أن تعلمي أنه لاقيمة لجمالك)
قالت: (ألم أقل إنك وقح؟)
قال: (لاقيمة لمالك إذا لم يعجب به أمثالي. . . بغيري تكونيين وردة في صحراء. . . من يشمها؟ من يتأملها؟ من يقول ما أحسنها؟)